فيما ينتفض لبنان، ديبوماسياً وسياسياً وأمنياً، في وجه «إسرائيل» العازمة على بناء جدار فاصل على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، خصصت mtv، أول من أمس، وتحديداً في برنامج «بموضوعية»، فقرة خاصة للترويج لبناء جدار على الحدود السورية - اللبنانية، وحتى الفلسطينية! حلقة استضاف فيها عبود، كل من رئيس جمعية «شراكة النهضة الأميركية-اللبنانية» وليد معلوف، والمهندس مارك بلّوز، الذي نفذ تصميماً هندسياً لهذا الجدار.
عبود عرّف عن معلوف بأنه «ديبلوماسي أميركي»، فيما انطلق الأخير في الترويج لجدار الفصل، من مبدأ «المحافظة على السيادة»، بما أن الحدود أضحت «مباحة»، منعاً لعمليات التهريب، ودخول «السلاح غير الشرعي»، والإتجار بالبشر. الحلقة التي لم تجر أي فصل بين «إسرائيل»، وسوريا، روّجت بقوة لفكرة بناء جدار عازل، بتواطؤ من عبود الذي تمنى في نهاية الحلقة، أن «ينجح المشروع». المقاربات بدت مضحكة، سيّما من قبل بلّوز، الذي بشّر بأن الجدار جرى بـ «أرخص طريقة، وصديقة للبيئة». المهندس «الفذ» قال بأنه ترك من خلال هذا الجدار، باباً لمرور الحيوانات من «زواحف»، و«أرانب»، وحتى «ضباع»، مضيفاً أنّ الجدار يرتفع على علو يصل الى خمسة أمتار، وبالتالي، إذا ابتعد عنه أي شخص مساحة 200 متر، فإنه «سيختفي».
وبعد تعداد معلوف لكمية الجدران الموضوعة بين دول عربية وغربية، سأله عبود، عن الجدار الذي تنوي «إسرائيل» بناءه، فكانت إجابته على الشكل الآتي: «لازم ما نقبل إسرائيل تعمّر جدار، نحن لازم نعمّره»! وأضاف: «لو كان هناك جدار موجود في العام 2006، لما وقعت الحرب»!
خلطة من المفاهيم أطلقتها هذه الفقرة، عدا أنها تجافي الواقع اليوم، في ظل مقاومة لبنان لبناء الصهاينة الجدار العازل، على الحدود، وتروّج لمشروع خطر، بالتأكيد لن ينفذ، لكن، أقله، أفردت له هذه المساحة على الهواء، تحت عناوين مضللة كـ «السيادة»، و«جذب السياح»، وتثبيت دعائم الأمن في لبنان، وكي «لا يبقى حيطنا واطي»، كما قال معلوف. الفقرة التي لم يتدخل فيها عبود، حتى ليصوّب النقاش، أو أقله يجري مساحة مهنية من كلام ضيوفه، أكدّت المساحة الترويجية التي أرادت قناة المرّ إعطاءها لهذا الثنائي، عدا تبنيها ضمنياً فكرة بناء الجدار الفاصل، على طول الحدود اللبنانية، سيّما على الجهة السورية.