يصبّ في النهاية في خدمة تلميع صورة السياسيين ذاتهم
حضَر موضوع التوريث السياسي في كِلا الحلقتين. نفى وهّاب أن يكون قدأ بدأ بتحضير نجله هادي لـ «الزعامة»، لكنه قال: «ما بقدر إمنعو يشتغل سياسة»، متحدثاً في السياق عن «مشروع زعامة» تيمور جنبلاط: «الزعامة الدرزيّة بحاجة لمعموديّة». في المقابل، سألت ديما سعد الحريري عن حاجته إلى ما أسمته credibility من الحريري الأب. «أظن إنّي عملت شخصية سعد الحريري الخاصة» قال الحريري الابن! في كلا الحلقتين، حضرت أيضاً قضية «احتجاز» الرئيس الحريري في الرياض. سألت وهّاب: «بعتقد انك أول حدا لمّح انو سعد الحريري موقوف بالسعودية ليش كنت عارف؟» فيما «هرب» الحريري من الإجابة، مركّزاً على «حادثة القمصان السود»، على رغم تأكيد صادق أنها تسأل من الناحية الإنسانية لا السياسية. بإصرارها على «الشق الإنساني»، ثبّتت ديما ــ من حيث تريد أو لا تريد ــ الرواية المعروفة حول «الإهانة» التي تعرّض لها الحريري في الرياض خلال «استقالته» الغامضة. لكن ما الذي يدفع ديما لتكرار السؤال نفسه وبالطريقة ذاتها حول «سَآلة» جبران باسيل في الحلقتين؟ قال لها الحريري إن باسيل «مهضوم»، فيما اعتبر وهاب أنه «حربوق». فهل ستُعيد طرح السؤال أيضاً في الحلقات المقبلة؟«ثلاثيّة» السياسي والصحافي والمواطن، وإن كانت «تركيبة» متّفقاً عليها، لكنها فكرة جيدة. «وائل مواطن مُستقل من الجبل» (كما عرّفت عنه ديما) طرح سؤالاً على وئام وهاب نال إعجابها: «ليش بحزب التوحيد العربي ما شفنا حدا ظهر إعلامياً غير وئام وهاب؟». في حلقة سعد الحريري، كان لإحضار وليد، أحد المصروفين في شكل تعسّفي من تلفزيون «المستقبل»، مغزى إنساني أكبر انتهى بوعد الحريري لوليد بحل قضيتهم، على رغم أنه في النهاية يهدف لتسجيل «نقطة انتخابية» لمصلحة الحريري وتياره. لم يُغَنِّ الحريري المقطع الثاني من النشيد الوطني اللبناني بناء على طلب ديما. تعلّم الحريري، على الأرجح، من «سقطة» سعر ربطة الخبز في برنامج تلفزيوني آخر، فـ«هرَب» من الموضوع أيضاً. سعد «طُلِع بفنجان قهوة واحد» في الحلقة كما قال لمحاورته. وئام وهاب لم يشرب القهوة لأنه لا يحبها، لكنه أكل بوظة بناء على إصرار ديما. كم كان لطيفاً لو أشارت الأخيرة حينها إلى قانون الانتخاب النسبي مستعينةً بإعلان وزارة الداخلية: «مـا فيك تشكّل»؟.
«لوين واصلين» (وبمعزل ما إذا كانت الفكرة تقليداً لبرنامج آخر أم لا)، برنامج «خفيف الظل» نسبياً بعيداً من النمط التقليدي للحوارات السياسيّة المطوّلة. يتنقّل بين الشخصي والعام وبين ما هو سياسي وغير سياسي وطبعاً بين «السَآلة» والجد. لكنه حتى الآن، لم يجب على السؤال الأساسي المطروح في اسم البرنامج «لوين واصلين؟». هو على الأرجح لن يفعل طالما أنه ــ وبرامج أخرى مشابهة ــ يصبّ في النهاية في خدمة تلميع صورة السياسيين ذاتهم عشية الانتخابات النيابية. ديما صادق إعلامية مجتهدة ومُشاغبة. نجحت في أوّل حلقتين (من أصل أربعة) في أن تتقاسم الأضواء مع ضيفَيْن بحجم الحريري ووهّاب، وفي الابتعاد عن هاجس «تمثيل الدور»، وفي أن تكون عفوية قدر الإمكان في برنامج غير «جامد» كـ«لوين واصلين». «لوين واصلة» ديما صادق؟ «مطرح ما قادرة كفّي بكفّي» تقول لـ«الأخبار». لكن هل فكّرت الإعلامية الشابة كم ستحقّق نجاحاً لَو تركت البرامج السياسية قليلاً واحترفت تقديم البرامج الفنية أو الاجتماعية، لا سيّما أنّ لديها أكثر من إطلالة «موفّقة» في تقديم مهرجانات بعضها ذات طابع جمالي؟