نتائج مخيبة، لكنها كانت متوقعة، لحصيلة التغطية التلفزيونية للحملات الإنتخابية للمرشحات. فقد أصدرت مؤسسة «مهارات» أخيراً، التقرير الأول عن هذه التغطية، ضمن رصدها للبعد الجندري، وخطاب المرأة المرشحة في وسائل الإعلام، في إطار مشروع «سيدات مشاركات في العمل السياسي #سمع»، بدعم من مؤسسة «هيفوس». شمل الرصد المدة الممتدة بين 26 آذار/ مارس، حتى 8 نيسان/ أبريل (موعد تاريخ إقفال باب تسجيل اللوائح)، ورصد تغطيات 8 محطات تلفزيونية.للمرة الأولى، في تاريخ الإنتخابات النيابية في لبنان، يترشح عدد هائل من النساء، الى أن بلغ العدد النهائي 86 مرشحة مقابل 511 مرشحاً من الرجال. وأغلبهنّ يأتين من خارج الأحزاب السياسية التقليدية.
الدراسة التي تهدف إلى تحديد مساحة الوصول المباشر للنساء المرشحات، في وسائل الإعلام المرئية، حلّلت 1232 وحدة تسجيل تشكل مجموعة التغطية التلفزيونية للمرشحين الذكور منهم والإناث (من الساعة 9:00 الى منتصف الليل). في النتائج، بلغ ظهور المرأة المرشحة بشكل رئيس كمحور تغطية فقط 6.44%، من مجمل التوقيت العام الذي خصص لجميع المرشحين. أما نسبة النفاذ المباشر للمرشحة كمتحدثة في الوصول المباشر الى الجمهور، فقد بلغت 5.89%، فقط، توزعت بين البرامج الحوارية (63%)، النقل المباشر (28%)، والتقارير الإخبارية (7%)، والمقابلات الخاصة (نسبة 2%)، فيما لم تتجاوز نسبة التغطية المخصصة للمرأة المرشحة 1%. وغابت كذلك، المرشحات في التغطيات التلفزيونية التي تناولت مواضيع تتعلق بالأعمال الحكومية، حقوق الإنسان، التشريعات، الاقتصاد، البيئة..
وقد لفتت «مهارات»، إزاء هذه النتائج المخيبة، الى ضرورة تبني وسائل الإعلام مقاربة جندرية، لتحقيق مزيد من التوازن وإتاحة الفرص أمام أكبر عدد من المرشحات للظهور، وعرض برامجهن الإنتخابية. كما طالبت «هيئة الإشراف على الإنتخابات النيابية» بتحديد الحد الأقصى للمساحات الإعلانية والدعائية المدفوعة، مما يزيد من حظوظ المرشحات في الظهور ضمن مساحات مجانية.