عادت أخيراً ليلى عبد اللطيف بعد غياب عام عن الشاشة، وتحديداً lbci، بعدما قررت الأخيرة وقف برنامج «التاريخ يشهد» الذي حظي في تلك الفترة بنسب مشاهدة منخفضة، وتنقلت دفة تقديمه منذ عام 2012، بين ماتيلدا فرج الله، رجا ناصر الدين، رودولف هلال، وأخيراً زينة فياض، التي صوّرت معها حلقة واحدة في شباط (فبراير) العام الماضي. عبد اللطيف ضرب «صيتها» كما يقال، بعد فشلها في توقع اسميّ رئيسيّ الجمهورية في لبنان والولايات المتحدة الأميركية، فشنّت عليها حملات عنيفة على وسائل التواصل الإجتماعي، مما جعلها تنكفىء وتختفي عن الأنظار وعن الشاشات التي صنعت منها «صاحبة الإلهام». وفي زمن الإنتخابات، والمتاجرة بالخوف، وبمصائر اللوائح وميزان الربح والخسارة، عادت ليلى إلى الشاشة. إنها فرصة ملائمة، في زمن التشنّج والخطابات المرتفعة اللهجة بين المرشحين، والأحزاب السياسية. ظهرت هذا الأسبوع مرتين: مرة على «الجديد» في برنامج «للنشر» (يوم الاثنين الماضي)، ومرة أخرى، أمس، على شاشة otv، ضمن برنامج Next. الإطلالتان بدتا كأنهما محضرتان مسبقاً معها، كونهما تتحدثان عن الأسماء الفائزة والخاسرة في الإنتخابات النيابية المقبلة. في «للنشر»، ذيّل عنوان صفحة «صاحبة الإلهام» الفايسبوكية، على أسفل الشاشة، وبدأت تتلو ضمن 21 دقيقة، اللوائح والأسماء التي سيحالفها الحظ في الربح، مستعرضة المناطق والتحالفات، والكتل النيابية التي ستحظى بالعدد الأكبر في الندوة البرلمانية، وحظوظ «المجتمع المدني».
على الشاشة البرتقالية، بدا إطراء مقدم الحلقة سيرج أسمر، بالمضحك، بخاصة عندما توجه اليها بالقول: «عندها قصص كتير بتزبط بشكل رهيب (...) انتو بتقولو أووف هاي هي». وبعدما وصفها بـ «سيدة التوقعات»، انهالت الأسئلة الوجودية عليها: «هل ستحصل الإنتخابات أم لا؟»، وتبعها أسمر بتعليق بعيد سرد عبد اللطيف لأسماء المرشحين الفائزين: «أديش أنك خطرة!»
طبعاً، في البرنامجين، حضرت بقوة قصة نجاح «صاحبة الإلهام»، في إصابة أسماء 122 مرشحاً من أصل 128 عام 2009. قصة اتكأت عليها، ومعها الإعلام ايضاً، لدعم ما تتوقعه اليوم في زمن الإنتخابات، مع تأكيدها بعد كل حفلة المديح والتبجيل أنها «إنسانة عادية»، وليست «نبياً»، ولا «قديسة» لكنها دائماً «تصيب»!