لم تعد العنصرية حكراً على أحد. الفضائيات العربية تعمل ليلاً نهاراً لتكريس الانقسام والحقد، وبث المزيد من الاقتتال، والحرب الأهلية تبدأ من الإعلام. قبل أيّام، أطلّت ليال ضو، لتنضح بفيض عنصري ضد اللاجئين السوريين في لبنان، أعدّه المختص في مثل هذه المسائل شربل خليل في برنامجه «قدم وجم». جاء الرد الأول طائفياً مغمساً بعمالة «تلفزيون أورينت»، الشاشة التي كشفت تحقيقات استقصائية عن تعاطيها مع العدو الإسرائيلي. لكن هذه المرة، اشتعلت الغيرة عندها، فقررت أن يكون ردها عبر منصتها الرقمية التفاعلية «تيلي أورينت» من خلال أغنية شبيهة بالسقطة الأصلية، على أساس أنه «رد الأكابرية». هكذا، قدمت أغنية على الوزن ذاته تتخللها مقتطفات من أغنية «الجديد» كنوع من استهجان عنصريتها واتهامها بـ «النازية» لكن من دون أن تأبه هذه الأغنية للغة الطائفية المقيتة التي تفوح منها، والرغبة لتصفية الحسابات السياسية مع «حزب الله». ولن يكون ذلك مستغرباً طالما أن «أورينت» لعبت دوراً جوهرياً في التحريض المذهبي، والتشجيع على إراقة الدماء السورية، وصب زيت الفتنة على اللهيب المشتعل في الشام.على ضفة مختلفة، دخلت «طرابيش ستايل» وهي فرقة موسيقية تقدّم أغنيات ساخرة تحاكي ظواهر ومناسبات اجتماعية، على خط الرد بأغنية يؤديها الـ «ستاند أب كوميدي» محمود الحمش مع بقية عناصر الفرقة، لكن بطريقة استعلائية، تتجاهل بسذاجة أزمة اللجوء السوري في بلد صغير مثل لبنان. وسريعاً، ذهبت اللغة نحو سوية منحدرة تعتمد على الإيحاءات الجنسية، والذكورية المقززة، والشتائم المبتذلة، وتختم بسخرية فجة من اللهجة اللبنانية!