للمرة الأولى في تاريخنا، ستُقام الانتخابات النيابية ليوم واحد على كامل الأراضي اللبنانية. خطوة ستكون لها إنعكاسات على تغطية الوسائل الإعلامية التي ستتسابق في الـ«ويك آند» للوقوف على تحرّكات المرشحين والناخبين على مساحة الـ 10452 كلم مربع. من هذا المنطلق، راحت كل وسيلة إعلامية تفتّش عن سُبل تميزها خلال مواكبة هذا الحدث. سبل تجذب المشاهدين الذين سيتسمّرون أمام الشاشة ويتابعون صولات وجولات المرشّحين والناخبين في الدوائر الـ 15. التميّز في التغطية، سيكون هاجس هذه القنوات طوال يوم الأحد بدءاً من لحظة فتح صناديق الاقتراع حتى إغلاقها ولغاية ساعات الفجر الأولى مع إعلان النتائج. سيتنقّل المندوبون بين مختلف المناطق من الشمال إلى أقصى الجنوب. وفي المساء ستكون السهرة سياسية مع إستضافة محللين وخبراء احصاءات للوقوف على اليوم الانتخابي الطويل، وتحديداً نسبة الاقتراع.
(حسن بليبل ــ cartoonmovement.com)

في البداية، أعلنت القنوات عن «يوم ماراتوني طويل»، وقررت الاستعانة بوجوه جديدة تمّ توزيعها على الدوائر بسبب نقص الموظفين. كما وقعت بعض الشاشات في أزمة مندوبين بسبب كثرة الدوائر، فلجأت إلى بعض المراسلين في قسم المنوّعات الفنية أو العاملين في الموقع الالكتروني لتغطية الحدث. في هذا السياق، يرفض رئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر الحديث عن استعدادات محطته لتغطية الانتخابات. يكتفي بالقول: «لن أفتح دفاتري حالياً، وإنتظروا التغطية يوم الأحد». يصمت قليلاً قبل أن يردف «قد يكون جوابي كلاسيكياً وإنشائياً، أيّ أن التغطية ستكون شاملة وكاملة، تنطلق صباح الأحد وتستمر حتى المساء، وتتخللها مقابلات مع سياسيين وإعلاميين ومحللين. لكن هذا الكلام لن يكون دقيقاً، لأن كل قناة تحضّر مفاجأة معينة خاصة بالتغطية، وهذا الأمر يصنّف ضمن نطاق المنافسة الاعلامية. وبما أن هناك مفاجأة، لن يتمّ الكشف عنها إلا في موعدها». رغم تكتّم الضاهر على تحضيرات lbci، إلا أنّ بعض المصادر تكشف لـ«الأخبار» أن القناة تبحث عن وسائل جديدة في التغطية سواء من الناحية التقنية أو اللوجستية. فهي ستستعين بوجوه جديدة (كالمدونين، والعاملين في الصحافة المكتوبة... من بينهم عماد بزي الذي أعلن أنه سيكون على lbci بعد إقفال صناديق الاقتراع إلى حين صدور النتائج) لم يتمّ إستهلاكها على الشاشة، لتظهر على lbci وتعطي رأيها في اليوم الانتخابي. وتعوّل القناة على هذه الوجوه لتقديم مادة إعلامية مختلفة عن السائد. كما ستركّز على متابعة التطوّرات السياسية على صفحات التواصل الاجتماعي (إنستغرام، فايسبوك، تويتر، سناب شات)، حيث ستتزود من الناشطين بالفيديوهات، وأجواء الانتخابات في المناطق. بالتالي ستكون التغطية على السوشال ميديا تكلمة للتغطية الاعلامية على الأرض (أعلن جوني الصديق إنتقاله من إذاعة «الجرس سكوب» إلى lbci كمراسل في الانتخابات).
رغم ضبابية الصورة في lbci، إلا أن الأمر مختلف في nbn. يكشف رئيس مجلس إدارة القناة قاسم سويد لـ «الأخبار» أنه سيتمّ إرسال أكثر من 27 مندوباً إلى الدوائر الـ 15. سيكون الأحد عبارة عن نقل مباشر من الأقلام والدوائر، و«سيتمّ التركيز على جميع الماكينات الانتخابية، وتحديداً ماكينتي «لبنان الأمل» (حركة أمل) و«الوفاء للمقاومة» (حزب الله). كذلك سيتم رصد المرشحين الذين سيقترعون في دوائرهم». لا يكتفي سويد بهذا القدر، إذ يتوقف مطولاً عند النواحي التقنية، موضحاً «لقد تمّ استحداث تقنيات ستواكب التغطية المباشرة للانتخابات، وهي في متناول المراسلين الذين سيتحكّمون بظهورهم المباشر بشكل سريع وسهل، منعاً لأيّ طارئ قد يعترض عملهم». من جانبه، يكشف حسين الوجه مدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة «المستقبل»: «خصّصنا 21 نقطة بثّ مباشرة في كافة المناطق اللبنانية، وهذه خطوة لا يستهان بها. لقد تعاقدنا مع إعلاميين جدد وزّعوا على الدوائر، وتمّ تخصيص نحو 43 مراسلاً موزعين على الدوائر، لأن هناك بعض الدوائر الكبيرة التي تحتاج لأكثر من مراسل لتغطيتها. أما في المساء، فستتحوّل التغطية إلى سهرة انتخابية يطلّ فيها محللون وسياسيون، لكننا سنولي الأهمية للغرافيكس الذي يضمّ صور جميع المرشحين في لبنان، مع لوائحهم وشعاراتهم. وتباعاً سيتمّ نقل النتائج». في قناة «الجديد» الوضع مختلف كلياً عن باقي الشاشات، فالمحطة تبدأ تغطية الانتخابات مساء غد (الجمعة)، حيث تمّ توزيع نحو 25 مراسلاً على 15 دائرة (من بينهم رامز القاضي، نانسي السبع، شادي خليفة، كلارا جحا...)، وتمّ تقسيم المراسلين مع مساعدين يتولّون مهام متابعة النشاطات على الأرض. كما تبحث «الجديد» في تقديم برنامج (أو فقرة صغيرة) يحمل إسم «عجائب الانتخابات السبع» (مساء الجمعة قبل موعد الصمت الانتخابي) حيث يجمع كل مراسل بعض «العجائب» ويقدّمها للمشاهدين. أما في الاستديو، فسيتناوب على التقديم من الصباح إلى فجر الاثنين كل من: كاترين حنّا في الصباح، وظهراً تطلّ سمر أبو خليل، وفي المساء تقدّم داليا أحمد نشرة الاخبار مع متابعة عمل المراسلين. وفي المساء، يتولّى جورج صليبي كل ما له علاقة بالسهرة الانتخابية، وتستمر المواكبة حتى فجر الاثنين (نحو الساعة 3 صباحاً). كعادتها، لا تكشف mtv عن خططها كاملة. تكتفي بعض المصادر في المحطة بالقول إن «التغطية ستكون شاملة ومتواصلة على صعيد نقل الخبر والمضمون وستترافق مع تقنيات عالية. تبدأ mtv النهار الانتخابي بتغطية مباشرة منذ الصباح الباكر وتختتمه بمواكبة على الارض وفي استديوهاتها من خلال حلقة انتخابية. اذ تفتح الهواء لتقييم هذا الاستحقاق وإعلان أولى نتائج الفرز حتى انتهائها». على الضفة نفسها، تشير بعض المصادر لـ«الأخبار» إلى أن mtv ستركّز في تغطيتها على فترة المساء حيث ترتفع المنافسة بين الشاشات.
تتكل otv على المواطنين للتزوّد بالمعلومات من أرض الحدث

تفتّش قناة المرّ عن وسيلة للتميّز، لذا طلبت من مارسيل غانم (الاحد السابعة مساء) العودة إلى الشاشة في تلك الليلة بعد غيابه خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. كما طلبت من وليد عبود الظهور في هذا اليوم الطويل، مع أنّ الكفّة تميل لجعل غانم بطلاً أوحد على الشاشة، حيث سيستقبل محللين وسياسيين للوقوف على نتائج الانتخابات. يفسّر بعضهم إطلالات عبود في حلقات خاصة من برنامج «بموضوعية» (حاور مرشحين) خلال الاسبوعين الأخيرين، بأنه إفساح في المجال كي يطل غانم وحيداً ليلة ظهور النتائج. على الضفة الأخرى، تتميّز «المنار» عن غيرها من زميلاتها ببعض التفاصيل. فقد أطلقت على اليوم الانتخابي شعار «من أوّل صوت حتى آخر الفائزين». تبدأ التغطية من صباح الأحد (07:00) حتى لحظة إعلان النتائج. سيتأهّب المراسلون في مختلف الدوائر، أما في الاستديو فيتوالى على الظهور كل من: علي المسمار، كوثر الموسوي، غادة عساف ومحمد قازان وبتول أيوب وسهيل دياب. في الدوائر، ستكون هناك نقاط ثابتة للتغطية وأخرى متحركة تواكب الحدث. كما تحضّر «المنار» لمقاربة جديدة عند ظهور النتائج الأولية والنهائية. أما بالنسبة إلى otv، فإنّ التأهّب هو سيّد الموقف. بعدما غطت المحطة إقتراع المغتربين بشكل لافت، تستمرّ تلك التغطية يومي الأحد والاثنين المقبلين. في هذا السياق، يشير جاد أبو جودة منسّق الأخبار (تمّ تعيينه بعد إستقالة جان عزيز) لـ«الأخبار» إلى أن النهار الانتخابي سيكون عبارة عن تغطية مباشرة على الهواء. ويضيف: «مقارنة مع الإمكانات المحدودة للمؤسسة، بخاصة أنه لم يتمّ تحديد ميزانية للتغطية، لن يستطيع مراسلو القناة تغطية الإقتراع في جميع الدوائر، بل ستتمّ الاستعانة ببعض المواطنين الذين يستطلعون الوضع، ويزوّدون الشاشة بالمعلومات. وفي الاستديو، تم استحداث ديكور خاص بالانتخابات مع ضيوف متنوّعين لمتابعة نسب الاقتراع الواردة من وزارة الداخلية». يختصر أبو جودة كلامه بالقول «سيكون هدف otv في الانتخابات، تغطية متوازنة لجميع المرشحين لا التركيز على لوائح «تيار الوطن الحر»». الوضع في «تلفزيون لبنان» لا يختلف عن باقي الشاشات، إذ يقول مدير البرامج حسن شقور: «التغطية ستشمل كل الدوائر، وسيارات النقل المباشر ستواكب الحدث. العمل على الارض سيكون ناشطاً، مع متابعة التحرّكات والنتائج التي تصدر عن وزارة الداخلية». ولعلّ «الميادين» هي القناة العربية الوحيدة التي تولي الاستحقاق اللبناني هذه الأهمية في سلم أولوياتها. انطلاقاً من ذلك، جنّدت القناة نحو 15 مراسلاً سيتوزعون في مختلف المناطق من عكار وطرابلس، إلى صور والنبطية وبنت جبيل، مروراً ببيروت وجبل لبنان بكافة اقضيته إلى البقاع شمالاً ووسطاً وغرباً. كذلك، سيطل أكثر من 9 مذيعين ومذيعات من الاستديو لمواكبة الحدث. إذاً، يوم ماراتوني طويل يبدو أنّه لن يكون امتحاناً للمرشحين فحسب، بل أيضاً لهذه القنوات التي تخوض هذا الامتحان للمرة الأولى.