استطاع «الهيبة» (كتابة هوزان عكّو - إخراج سامر البرقاوي)، تحقيق نجاح لافت في الموسم الرمضاني الفائت، واستطاع جذب الأنظار إليه، واحتلال مساحات النقاش والتداول الشعبي. وقتها، انتشل العمل نفسه من المطحنة الرمضانية، مع إثارته لبعض الجدل، حول تصوير منطقة البقاع وعاداتها وتقاليدها، وتكريس الصور النمطية عنها، ومحاولة تثبيتها في الواقع. قتل وثأر وتجارة سلاح وأكشن، ومخدرات، أحداث شهدناها العام الماضي، لم تحرّك «الشارع البقاعي» كما اليوم. لكن حالة امتعاض شديدة، سادت أخيراً، اعتراضاً على ما تقدمه حلقات الجزء الثاني من «الهيبة -العودة» (تأليف سيناريو وحوار باسم سلكا- إخراج سامر البرقاوي)، الى حدّ أنّ بعض المحامين من ضمنهم أشرف الموسوي، قدموا أخيراً عريضة الى قاضي الأمور المستعجلة، والنائب العام التمييزي، بهدف إيقاف عرض المسلسل، لما «يثبت في أذهان المشاهد اللبناني صورة نمطية تتحدى النظام (..)، ويراد من ورائها أن تصبح حالة عامة تكرّس واقع السلاح المتلفت والقتل والإتجار بالمخدارت». ومما زاد الطين بلّة، إدخال عنصر الإتجار بالنساء أي البغاء، على العمل. مجموعة نساء سوريات الجنسية (يظهرن كذلك من خلال لكنتهن)، يتم تشغليهن من قبل إمراة لبنانية تتقن اللهجة البعلبكية. كان هذا الأمر كافياً، لتحريك الشارع البعلبكي، أقله على منصات التواصل الإجتماعي، والمطالبة بإيقاف «تشويه» منطقة البقاع، و«تحويل أحداث فردية الى ظاهرة» تصوّر البقاعيين على أنهم مجموعة أناس غوغائيين، يهوون القتل والثأر والإتجار بالسلاح. إذاً، بدت النقمة أكبر، مع دخول مشاهد الفتيات السوريات الى «الهيبة-العودة»، واشعلت ناراً تحت الرماد، مما دفع بهؤلاء النشطاء إلى التهديد بالنزول الى الشارع، والإعتراض ميدانياً على العمل الرمضاني. ومع أن الأحداث متخيلة، وبعيدة عن الواقع كما يعلن المسلسل، الا أن ما فجّره الجزء الثاني، يبدو أنه لن يمرّ مرور الكرام.