منذ أيام، تتصاعد الحركة الإحتجاجية ضد مسلسل «الهيبة -العودة» (تأليف سيناريو وحوار باسم سلكا- إخراج سامر البرقاوي)، من قبل الشارع البعلبكي. حركة لم يشهدها العام الماضي، رغم تحفّظ عدد قليل من أهل البقاع على مضامين المسلسل الرمضاني. عوامل عدّة أسهمت في اشتعال هذه الموجة إفتراضياً وحتى واقعياً (تحرّك عدد من المحامين لتقديم عريض الى النيابة العامة بغية إيقاف العمل)، أبرزها مشاهد العنف الدموية، وجرعاتها الزائدة حتى من دون وجود مسوّغات، وقصة تشغيل الفتيات (من الجنسية السورية)، على يد قوادة تتحدث اللهجة البعلبكية. أمر أثار سخطاً عارماً في هذا الشارع. وبعد كل هذه الموجة، ارتأت mtv (عارضة العمل)، التوجه الى بعلبك -الهرمل عبر مراسلها عباس عبد الكريم، إذ أخبرنا في تقرير إخباري عرض في نشرة أخبارها المسائية، أنه قام بجولة على المناطق اللبنانية، ووصل الى بعلبك الهرمل لإستصراح أهلها حول مواقفهم من «الهيبة». ورغم أنّ المراسل لم يخبرنا بنتيجة تجواله على المناطق اللبنانية، ولم يظهر هذا الأمر في التقرير، الا أن المضحك، ما خرج به من آراء مؤيدة للمسلسل، في لحظة يخال فيها الملاء أن لا أساس لأي حركة إعتراضية في المنطقة، وأن الجميع على وئام مع ما يبثه العمل الرمضاني. أكثر من خمسة مستصرحين، أكدوا على أن «جبل» (تيم حسن) يشبه أولاد الهرمل في «الشهامة»، و«النخوة»، و«الرجولة»، و«الكرم»، وأن لا صحة لقصة «تشويه» العمل لمنطقتهم. بل بخلاف ذلك، يقول أحدهم إنهم قاموا بتقليد أبطاله في تسريحة الشعر والذقن أيضاً. ينتهي التقرير بإستصراح الفنان التشكيلي حسين علاو، وهنا، لا ندري ما علاقة اختصاصه برأيه في «الهيبة»، إذا ما سلّمنا جدلاً أنّ المعدّ استعان برأي خبير لتدعيم تقريره. علاو دافع عن العمل، واعتبر أنه يلقي الضوء على مشاكل بعلبك، رغم أنه يظل يحاكي «حالة إفتراضية»! هكذا، وبثلاث دقائق (مدة التقرير)، حاولت قناة المرّ التذاكي، وتصوير أن أهل بعلبك الهرمل راضون عما يقدمه «الهيبة-العودة» هذا العام. لم «تقحم» رأياً واحداً معترضاً على العمل حتى لو شكلياً، كي لا تظهر عورة التقرير أكثر.