لا يكاد ينتهي شهر رمضان والمنافسة الدرامية التي تشهدها القنوات المحلية، حتى تنطلق مباريات «كأس العالم» لكرة القدم («المونديال»). إذ يُعلن حكّام «المونديال» الخميس المقبل عن إطلاق صفّارة المباريات التي تقام مرة كل 4 سنوات. هذا الزائر الذي يغيب سنوات، يترك أثره على برمجة القنوات المحلية التي يصيبها الجمود إثر حلول «المونديال». في لبنان، سيتولّى «تلفزيون لبنان» مهام نقل تلك المباريات التي تستمرّ نحو شهر، وتتخلّلها مباريات يومية ترتفع فيها المنافسة بين الفرق العالمية، ليتوّج في النهاية فريق واحد رابح. يغرّد «تلفزيون لبنان» هذه المرة وحده في سباق «المونديال» وسيجذب الانتباه، وينقل الحدث الرياضي العالمي بينما باقي الشاشات تقف متفرّجة على المباريات. لكن لا يُخفي القائمون على الشاشات اللبنانية خوفهم من «المونديال»، ويجمع غالبيتهم على أن الحدث الرياضي ستكون له الاولوية عند المشاهد على إختلاف الأعمار، بخاصة أن حلول «كأس العالم» هذا العام يأتي مع نهاية شهر رمضان الذي يخرج منه المشاهد مُتعباً من الدراما والمسلسلات، ويبحث عن مشاهد رياضية أو أخرى مغايرة عن المسلسلات أو البرمجة الفنية. في هذا السياق، جمّدت قناة lbci مشاريعها التي كانت ستطلقها بعد عيد الفطر، وقرّرت إعادة بعض المسلسلات القديمة والبرامج القديمة التي تتناسب مع أجواء العيد. وجد القائمون على المحطة أن «المونديال» سيكون حديث الناس في الايام المقبلة وسيرتاد المشاهد بعض المقاهي لمتابعة المباريات، لذلك قرّرت سحب ورقة بعض المسلسلات وإعادة عرضها مجدداً. على أن تعود ببرمجة مصغّرة في أول تموز (يوليو) المقبل، عندما يخفّ وهج المونديال. تتضمن البرمجة حلقات صيفية من بعض الاعمال التلفزيونية، وستعرض حلقات من برنامج «بكل طائفية» (إنتاج رانيا يزبك) لنسرين ظواهرة وعباس زهري الذي يعدّ البرنامج الجديد في تموز. في المقابل، تعتبر قناة «الجديد» الوحيدة التي ستهتم بالـ«مونديال»، فقد تعاقدت مع المخرج شربل خليل ليطلّ في برنامج «قدح وجمّ» الساخر طوال على مدار شهر تقريباً. المشروع سبق أن عرض على المحطة، لكنه حالياً يطل بحلّة جديدة مختلفة. إذ يقدّم أبطال العمل يومياً حلقة خاصة (22:45) ليقفوا على مجريات المباريات بشكل كوميدي. كما تتخلل البرنامج جوائز رابحة وإتصالات من قبل المشاهدين. هذه الخطوة هي لإضفاء الحركة على برمجة «الجديد» التي لن تنقل المباريات أيضاً. من جانبها، لن تخصص قناة mtv أيّ برمجة في «المونديال» بل ستكتفي بعرض بعض البرامج القديمة على أن تحضّر لحزمة مشاريع جديدة تطلقها ريثما يخفّ قليلاً وهج «كأس العالم». إذاً، المشاهد على موعد مع حدث عالمي تغيب عنه القنوات اللبنانية بإستثناء «تلفزيون لبنان»، ويجمّد أرصدة الشاشات لشهر كامل تقريباً.