انتبه أنت في «الإخبارية السورية»؟!

  • 0
  • ض
  • ض

يعتقد بعضهم أن القناة «الإخبارية السورية» تسير في طريق تقليدية تشبه باقي مفاصل الإعلام السوري، لكن الإعراض عن مشاهدتها بشكل دوري جعل الجمهور بعيداً عما وصلت إليه الشاشة من انحدار مهني. يكفي للضيف أن يصل إلى استوديو القناة في «جامعة دمشق» التي كانت مخصّصة لتدريب طلاب كليّة الإعلام، ليكتشف حجم الكارثة المهنية، خاصة في البرنامج الصباحي الذي يبثّ من حديقة متواضعة تعجّ بالبرغش. ربما سيعاني هذا الضيف بسبب رداءة الكراسي التي سيجلس عليها، عدا الطقس الحار تحت أشعة الشمس الحارقة! لا بأس، المهم أن تكون المادة مضبوطة، وأن ينجز بث تلفزيوني مشرّف يحقق نسب مشاهدة مرتفعة!. لكن حقيقة الأمر، أن مواد الفترة الصباحية تحديداً تحمّل على موقع يوتيوب، ولا تحقّق سوى عشرات المشاهدات في أفضل أحوالها. إذاً ما الداعي لهذه النوعية البرامجية المنوّعة في محطّة، همها الأساسي مواكبة الأخبار الميدانية والمجتمعية، خاصة إذا كان ممنوعاً على الضيف الظهور بصيغة شكلية لا تتناسب مع الهيكلية التحريرية الرصينة للقناة. على سبيل المثال، يمنع استقبال الضيف في حال كان فناناً مثلاً، ويلبس بطريقة مختلفة ولو بنطال جينز ممزّق. كذلك، يفترض به حلاقة شعره الطويل قبل الإطلالة الرسمية، إضافة إلى قائمة طويلة من الممنوعات تضع المذيعات في مواقف حرجة، خاصة أنهن يفاجأن بأشكال ضيوفهن في لحظة الاستقبال. آخر ما حرّر هو رفض إحدى مذيعات الفترة الصباحية استقبال هيام سلمان وهي فنانة تشكيلية ومديرة جمعية «أرسم حلمي»، بسبب لون شعرها المائي! واكتملت الطرفة باقتراح أسرة البرنامج استقبال زوجها بدلاً منها كونه مطابقاً لمواصفات المحطة، وتلافي المطب في غياب الضيف عن الفقرة المقررة. الحادثة تلخّص آلية عمل المؤسسات الإعلامية السورية، والفوضى العارمة التي تطغى على المشهد، وتتسيّد المنجز المتهالك.

0 تعليق

التعليقات