اليوم يسدل مونديال روسيا 2018 ستارته الختامية بعدما تحلق مئات الملايين حول العالم يرصدون «المستديرة الساحرة» لشهر كامل! كان لافتاً مفاجأة العيار الثقيل التي حققها الفريق الكرواتي بوصوله إلى المباراة النهائية ليلاقي نظيره الفرنسي في تمام الساعة 18:00 بتوقيت بيروت. إذ لم يسبق لهذا الفريق أن لعب في المراحل المتقدمة، إلا في المرة الأولى التي خاض فيها نهائيات كأس العالم سنة 1998، على اعتبار أن بلده استقلّ عن يوغسلافيا سنة 1991. وصل الفريق إلى الدور نصف النهائي وقابل المنتخب المضيف للبطولة أي فرنسا التي سيقابلها اليوم في المباراة النهائية، لكنه خسر أمامها في ذاك الوقت بنتيجة 2/1. خلال المونديال الحالي، سطع نجم فريق كرواتيا بشكل مبالغ به خاصة في منطقتنا العربية من خلال بوابتين: الأولى كابتن المنتخب لوكا مودريتش وشعبيته الواسعة، وقد شبّهه الجمهور العربي الموسمي بالسيدة فيروز، وراحوا يركّبون لهما صوراً ممهورة بكلمات أغنية فيروز الشهيرة «أنا وشادي» فيما يصرخ النجم الكرواتي بحسب تلك الصور المركبة «ماما»، إضافة إلى تداول مقاطع فيديو يظهر فيها لاعب ريال مدريد الإسباني، وهو يصعد على منصة تتويج ويمسك المايكرفون ليصدح صوت فيروز بأغنية «دخلك يا طير الوروار»! أما المنفذ الثاني لشهرة الفريق الكرواتي، فقد كان بسبب حضور كوليندا غرابار كيتاروفتيش رئيسة كرواتيا مباراة ربع النهائي التي خاضها فريق بلادها ضد روسيا وربحها بضربات الجزاء الترجيحية والطريقة الشبابية التي شجّعت فيها... لتندلع نيران عشقها عربياً ويتم تداول صورها بـ «البكيني» أولاً، قبل أن ينتشر بتواتر هائل مقطع فيديو تظهر فيه وهي تبارك للاعبين في غرف الملابس. بعدها كرّت كرة الثلج لتظهر الحسناء الكرواتية كأنها مخلّص البشرية، وقد بعثتها السماء أولاً في كرواتيا لتنتشل اقتصادهم وتقضي على البطالة وتسحق الديون الخارجية بضربة ساحر! عدا عن قصص طوباوية تداولتها بكثافة السوشال ميديا العربية مثل أنها تسافر على الدرجة السياحية، وقد خفّضت راتبها بنسبة 70 في المئة، وباعت سيارات وطائرات القصر لتدعم اقتصاد بلادها. ولذلك فهي لا تحضر المباريات في المنصات الشرفية إنما على المدرجات العادية! وتداولت شاشات الإعلام العربي مقاطع لحكومة كرواتيا في اجتماعات رسمية وقد ارتدى أعضاؤها القميص الرسمي لفريق كرة القدم، عدا تصريح على الفايسبوك نسب إليها وهي تعتذر عن عدم حضورها مباراة نصف النهائي لأنها «كانت متأكدة من حضورها المباراة النهائية». بعد كل تلك الحملة التلميعية الفارغة والكاذبة بمعظم معلوماتها، دخل النجم السوري باسم ياخور على الخط وكتب على صفحته الشخصية ملخصاً لمقال صحافي سبق أن نشره قبل أيّام موقع «إضاءات» الإلكتروني تحت عنوان «7 أسئلة لم يسألها العرب عن رئيسة كرواتيا قبل انبهارهم بها». يعطي المقال لمحة موسعة ودقيقة ومدعمة بالأرقام، عن الوضع الاقتصادي لكرواتيا وازدياد نسبة البطالة والفقر بعد تولي الرئيسة الجديدة، ثم تأكيده بأن صلاحيات الرئيس في كرواتيا لا تخوّله بيع سيارات أو طائرات تعود للقصر! كما يفضح التقرير الصحافي رصد المخابرات لمكالمات هاتفية للرئيسة مع رئيس اتحاد كرة القدم الأسبق في بلادها، والمتهم بقضايا فساد واختلاس وفراره إلى البوسنة والهرسك. ثم يشير إلى اقتراب موعد الانتخابات في كرواتيا وضرورة هذه الخطوة للرد على ملف الاتصالات المسجلة والاستقطاب الشعبي من أوسع مداخله وهي اللعبة الأكثر جماهيرية في العالم وحدثها الأبرز هو المونديال. لعلّ أهم معلومة يكشفها هذا التقرير هو إصرار الرئيسة الكرواتية على شراء صفقة أسلحة تضمّنت 15 مقاتلة «طراز f16» من إسرائيل بمبلغ 500 مليون يورو رغم العجز المالي الهائل، واقتراض الحكومة الدائم لسداده! المعلومات التي نقلها «جودة أبو خميس» أسهمت على الفور في خفض شعبية الرئيسة الحسناء على الأقل في سوريا، فراحت صفحات مشجعي المونديال تسخر من الخدعة الكبيرة التي تعرضوا لها، وتنشر تعليقات من شاكلة «رئيسة كرواتيا تبيع المايكرويف دعماً لاقتصاد بلادها!» و«لو كنت رئيساً لكرواتيا وظهرت مرتدياً لباس السباحة كنتم ستعشقون فريق بلادي».