فيما كان العالم منشغلاً بنهائيات «كأس العالم» في موسكو، متناسياً ما يحصل في غزة من عدوان جديد يتعرّض له القطاع، خرج مقطع فيديو قصير لثلاثة أطفال من غزة، يملكون قناة على «يوتيوب»، ويدأبون على نشر شرائط قصيرة لهم هناك. تهدف قناتهم إلى تقديم الترفيه للأطفال، عبر طرح وتنفيذ أفكار تنافسية وحماسية. المقطع القصير، استطاع جذب الأنظار الى ما يحصل في فلسطين، من عدوان صهيوني، وتجزير «إسرائيل»، بأطفالها، كما حصل أخيراً، مع إستشهاد طفلين إثنين، شاء القدر أن يرتقيا، تزامناً مع تسجيل هؤلاء الأطفال فيديو جديداً بعنوان «تحدي الأندومي الحار» (نوع من النودلز). ليان، سما ووليد حبوش، ثلاثة أخوة، كانوا يهمون بتسجيل تحدٍ بينهم، في طهي «الأندومي». وفيما كانوا يتحضرون، لمنافسة بعضهم، والإبتسامة على محياهم، فوجئوا بأصوات القصف الإسرائيلي فوق رؤوسهم. تحولت إبتساماتهم فجأة الى وجوه صفراء، خائفة تستجدي والدتهم، فتركوا التسجيل قائماً، وأخذوا يصرخون ويهربون.


تركت الكاميرا تسجل رعبهم، ليعودوا في اليوم الثاني، ويشرحوا في شريط آخر ماذا حصل معهم. أوضحوا أن جلّ همهم كان الإطمئنان الى والدهم، والإستجداء بوالدتهم. كان يكفي أن يرى العالم هذا المقطع، ليعي الجرائم الصهيونية اليومية التي ترتكب بحق الإنسان والطفولة بشكل خاص، ومدى الرعب الذي يدّب في نفوس أطفال ذنبهم أنه ارادوا عيش حياتهم بقدر من السلام، والفرح، اللذين أصبحا على ما يبدو يندرجان ضمن عالم المستحيل!.