منذ أكثر من عامين، لم يعد اسم شركة الإنتاج السورية «كلاكيت» مطروحاً ضمن قائمة الشركات القادرة على إنجاز أعمال توقف الشارع، وتقتطع لنفسها مكاناً هاماً على خارطة أهم الفضائيات العربية. استحالت منتجة لمسلسلات متواضعة آخرها «جيران» (مجموعة كتّاب إعداد حازم سليمان وإخراج عامر فهد). ومع ذلك، لا أحد يعرف متى تعود هذه الشركة إلى الواجهة. على سبيل المثال، وصلت أكثر من مرة إلى حافة تصوير مسلسلها «حرملك» (كتابة خلدون قتلان) ثم عدلت عن ذلك، خاصة أن العمل يحتاج ميزانية ضخمة كونه مكتوباً على مدار تسعين حلقة. وقد وصلت الخلافات بين كاتب النص والشركة المنتجة إلى القضاء، باعتبار أن المشروع لم ينفذ حتى الآن. كذلك، لم يتقاض صاحب السيناريو كامل أجره بحسب ادعائه، كما أنّه لم يكمل كتابة الحلقات الأخيرة من الورق. الغريب أن الشركة تنوي إنجاز مسلسل شامي ثلاثيني لرمضان المقبل ربما تطلق عليه العنوان نفسه، لكنّ اسمه الأصلي «أيّام التوت» (كتابة سليمان عبد العزيز وإخراج تامر اسحق- وهو مسلسل شامي متخيّل بنفس الأجواء الشامية المعروفة بالرجعية). ومن المرجح أن يكون دور البطولة فيه للنجم باسم ياخور من دون أن تدخل الشركة بمفردها في خضم الانتاج في أبو ظبي التي تمنح من خلال «هيئة المنطقة الإعلامية» Twofour54 نسبة 30 في المئة من قيمة الميزانية في حال التصوير داخل الإمارة الخليجية. بل ستشاركها واحدة من كبريات الشركات السورية الحديثة وهي «إيمار الشام» التي تأسست منذ عامين وقدّمت خلالهما كلّ ما يلزم لمسلسليها «شوق» (حازم سليمان ورشا شربتجي) و«الواق واق» (ممدوح حمادة والليث حجو) من دون أن تتمكّن من تحقيق تسويق جيّد، ولا حتى الحد المطلوب الممكن بالنسبة للقيمة الفنية، خاصة في العمل الأخير. هكذا، قررت «إيمار الشام» أن تشارك «كلاكيت» في مسلسلها الشامي الجديد، على أن تذهب نحو مشروع تجاري علّه يحقق مشاهدة عالية، ويعرض على محطات الصف الأوّل! لكن ماذا عن «بنت الباشا» (رواية لينا هويان الحسن- سيناريو وحوار بثينة عوض- عمل يوثّق لدمسق برؤية انفتاحية حقيقية منذ سنة 1912) الذي انتشر خبر يفيد بأن «إيمار الشام» تنوي إنجازه، وكانت على مقربة من تملّك الرواية وسيناريو المسلسل، لكنها بين ليلة وضحاها تراجعت فجأة، بسبب شراكتها مع «كلاكيت» في العمل الشامي؟ المفارقة أن السيناريست خلدون قتلان يحضّر نفسه لجولة قضائية جديدة لو سميّ هذا العمل باسم مسلسله، خاصة أنه يحصّن نصّه بأعلى درجات حماية الملكية.على أيّ حال، الشراكة بين «إيمار» و «كلاكيت» ربما تكون ضرورية ومهمّة لكن ينقصها كل مقومات الشراكة المنطقية أي الاستراتيجية اللازمة، والمشروع العصري، والتوقيت المناسب!