أثارت حملة إعلانية جديدة لماركة «GAP» للملابس جدلاً واسعاً في فرنسا، عقب نشر الشركة الأميركية صورةً تظهر طفلةً ترتدي حجاباً. الجدل عَكَس انقساماً تقليدياً في الشارع الفرنسي بين دعاة إلى «احترام الاختلاف»، وبين تيار محافظ يخشى على «القيم الفرنسية».
وانطلقت، في الأيام القليلة الماضية، حملة على موقع «تويتر» لمقاطعة الماركة الأميركية، حين انتشر هاشتاغ «BoycottGAP# »، للتعبير عن الغضب من إظهار فتاة صغيرة ترتدي حجاباً في إعلانٍ خاص باقتراب موسم العودة إلى المدارس في فرنسا.


الشركة ذيّلت إعلانها بالعبارة التالية: «هذا الموسم، GAP Kids تشجع الأطفال على إعادة الوصل مع المدرسة عبر الاحتفاء بالاختلافات». وتحت هذا العنوان المنضوي في ثقافة أوسع تتخذ من التعددية الثقافية (Multiculturalism) شعاراً لها، لم تجد الحملة الإعلانية مشكلةً في إظهار طفلة ترتدي حجاباً، متجاهلةً أن هذه الصورة تمثّل اعتداءً على حرية الطفلة وإرادتها وحقّها في الاختيار، قبل أن تثير حفيظة تيار معيّن في فرنسا.
من هذا المنطلق، برزت أصوات فرنسية منتقدةً لخطوة الماركة الشهيرة، في وقت طالبت النائبة في البرلمان الفرنسي، أورور برجيه، بمقاطعة «GAP»، مؤكدةً عبر موقع «تويتر» أن «لا شيء يسمح أو يبرر أن نحجّب الفتيات الصغيرات: أين حريتهن؟ أين إرادتهن؟ أين خيارهن؟».
بدورها، اتهمت الناشطة النسوية والناطقة باسم حزب «الجمهوريون» اليميني، الحملة بالخضوع إلى الإسلاموية. وقالت الناشطة ذات الأصول الجزائرية عبر «تويتر»: «لقد أعلنتُ رفضي أكثر من مرة لفرض الحجاب على الفتيات الصغيرات، والذي يعكس سوء معاملة ويدوس على قيمنا عن المساواة والحرية والعلمانية».