في منتصف الشهر المقبل، تنوي وزارة الإعلام اللبنانية، بشخص الوزير ملحم رياشي، تكريم المغنية إليسا. في الخبر الموّزع على أهل الصحافة اللبنانية، وقد وصلت أصداؤه الى مواقع ومنصات عربية، أُعلن عن موعد تسليم المغنية اللبنانية درعاً تكريمياً، من قبل الوزارة (13 أيلول/ سبتمبر 13:30)، على خلفية «إنتصارها على مرض السرطان»، و «تكريماً لمسيرتها الفنية المليئة بالنجاحات وتحقيق الأرقام الصعبة». انتهى بيان وزارة الإعلام، وبدأت سلسلة الأسئلة التي تخص هذا الإعلان، والجهة المُكرِمة، والضيفة المكرّمة أيضاً. رأى البعض أنّ هذا التكريم الذي يتزامن مع ذكرى إغتيال بشير الجميل في 14 أيلول (سبتمبر)، جاء من قبل وزير يتبع الى «القوات»، اللبنانية، لمغنية لا تتردد في الإعلان عن موقفها «القواتي» الهوى. بالطبع، دعوة كهذه وفي هذا التوقيت، فتحت شهية كثيرين على التساؤل عن دور الوزارة، في ظل الفوضى العارمة للقطاع الإعلامي في لبنان، ومبادرتها اليوم، لتقديم درع تكريمي لـ «ملكة الإحساس»، كإلتفاتة منها لما تقدمه من أعمال فنية، يختلف على تقييمها العديد من الخبراء والمختصين، ويبقى موضوع «الإنتصار على مرض السرطان»، محطّ تساؤل ايضاً. صحيح أن المغنية اللبنانية، استطاعت كسب تعاطف الآلاف من الناس بعد تقديمها كليبها الغنائي «الى كل بحبوني» (إخراج أنجي الجمّال)، بداية الشهر الحالي، حيث كشفت عما عانته أثناء معرفتها وتلقيها العلاج لسرطان الثدي، لكن إصابة صاحبة «أسعد واحدة»، لا تعدّ فريدة، مقارنة بتجارب ملايين النساء حول العالم، اللواتي حاربن وانتصرن على المرض، وكن لا يملكن الإمكانات المادية ولا التضامن العائلي والاجتماعي. الى جانب ذلك، أثار الخبر جدلاً على المنصات الإفتراضية، سيّما من ناحية هذه الإلتفاتة، الى مغنية شابة، مقابل عشرات الفنانين/ ات، الذين باتوا في خانة المعوزين/ ات، وقد ظلوا على هامش إهتمام الدولة، في حين أنّهم يعدّون من أهم الوجوه الفنية التي رافقت أجيالاً في لبنان وأسهمت في صياغة وجداننا الثقافي والفني.