هادئة كانت الجبهة الداخلية اللبنانية، على الرغم من قرع طبول الفتنة الأهلية إفتراضياً، تزامناً مع انعقاد أولى جلسات المرافعات في «المحكمة الدولية الخاصة بلبنان»، أول من أمس، في ضواحي لاهاي. أما خليجياً، فكانت الجبهة حامية مع تفاوت في طريقة التعاطي مع الفصول الأخيرة للمحكمة الدولية، بعد 11 عاماً من تأسيسها. بدت تغذية خطاب الحرب الأهلية مطلوبة لدى معظم هذه المنابر، لاسيّما قناة «العربية» التي استنفرت ليلة الأحد ــ الإثنين. إلى جانب تغطيتها الحدثية للجلسات، أعادت عرض وثائقي «البحث عن قتلة رفيق الحريري» (3 أجزاء) الذي بُثّ في عام 2011، وخصّصت مجموعة فلاشات عُرضت على مدار الساعة. شرائط قصيرة، تناولت قضية إغتيال رفيق الحريري، والمتّهمين بهذه الجريمة. ضمن ما أسمته «محاكمة غير مسبوقة تاريخياً»، أدرجت أسماء المتهمين الذين قالت عنهم إنّهم «يؤتمرون من «حزب الله»...»، واستغربت أنّ لا «أحد في لبنان يطالب بالإنتقام»،
كان لافتاً إستنفار «العربية» لمتابعة جلسات المحكمة الدولية
منتقدةً مَنْ وصفتهم بـ «معارضي حزب الله»، بسبب تمكسّهم بالإستقرار، وبوجود الحزب ضمن حكومة سعد الحريري المقبلة.
الشبكة السعودية التي بدت متحمّسة للحرب الأهلية، ومتحسّرة على عدم حصولها، لاقتها «سكاي نيوز»، بكثير من الرهان على الساحة الداخلية والتحريض. في تقرير عُرض أوّل من أمس، اعتبرت المحطة أنّ «ميليشيات حزب الله» تراهن على فرض أجندة في الداخل اللبناني، متمثلة بـ «التطبيع مع سوريا وتنفيذ مخططات إيران وتشديد الضغط على القوى المعارضة لها»، وسط وجود أجواء تتسم بأشد «درجات الإحتقان».
وبخلاف هاتين الشبكتين، بدت «الجزيرة»، على مسافة من الحدث، لا بل أنّها طرحت أسئلة إضافية، عن المحكمة وغياب المتهمين، وإنزال القصاص. فتحت عنوان «الثار الضائع ..محكمة الحريري تنعقد بغياب المتهمين»، ظهرّت الشبكة القطرية غياب «القتلة» عن الجلسات، ولفتت إلى أنّها أوّل محكمة جنائية «تسمح بتنظيم محاكمة في غياب المتهمّين ومحاميهم»، مع سؤال للمتخصّص في القانون الجنائي الدولي، تيس بوكينغ، عن تأثير غياب المتّهم في هكذا جريمة، فردّ قائلاً :«محكمة من دون متّهمين أمر مثير للضحك».