«أوتيل فانتازيا» (اسم مبدئي)، هو ثاني مولود لشركة Kingset Production، بعد مسلسل «تشويش» (كتابة محمد الدايخ وإخراج سليم الترك ــ بطولة زينة مكي ونيكولا معوض) الذي سيعرض قريباً على إحدى أهم الشاشات العربية المشفرة. يقع العمل ضمن إطار ما يُعرف بـ «مسلسلات المواسم». و Kingset Production أوّل شركة إنتاج لبنانية أدخلت هذا النوع من المسلسلات إلى العالم العربي. «أوتيل فانتازيا» من إخراج أسد فولادكار، يدور في إطار رومانسي ــ كوميدي، وهو مؤلّف من 13 حلقة صُوّرت ست منها في أحد مطاعم جونية (شمال بيروت)، وسبع أخرى في أحد الفنادق اللبنانية. بمشاركة أربع من طالباته في «معهد الفنون الجميلة» في «الجامعة اللبنانية» (عبير صياح وكريستين نخول وتورا جريج وكيتي يونس)، كتب غابريال يمين القصة، فيما يشارك في البطولة إلى جانب آخرين، منهم: كريستين شويري، ورندا كعدي، ورودريغ سليمان، وإيلي خوري، وناتاشا شوفاني، وجاد خاطر، وسامي أبو حمدان، وريم خوري من لبنان. بالإضافة إلى السوريَّيْن فارس ياغي ورشا رستم وغيرهما.تدور الأحداث في المطعم الذي تمتلكه «ميسا» (كريستين شويري)، ويكتشف العاملون حصول حدث غريب منذ 20 عاماً، الأمر الذي يعرّضهم لخطر خسارة وظائفهم، فيما تظهر قصص جديدة.
لكن ما سبب إصرار Kingset production على ترسيخ فكرة مسلسلات قصيرة على شكل مواسم في العالم العربي؟ في حديث لـ «الأخبار»، يقول القائمون على الشركة إنّ «تطوّر الدراما في العالم مرتبط بتكنولوجيا الاتصالات، حيث يتجه المشاهد الآن إلى التلفزيونات والأجهزة الذكية ومنصات الستريمينغ (البثّ عبر الإنترنت)، ما يجعل الاختصار في المحتوى والابعاد عن البطء أمراً حتمياً». ويضيف هؤلاء أنّ كلفة هذا النوع من المسلسلات مرتفعة جداً مقارنة بالأعمال التي تُعرض عربياً، لكونها تفرض المزج ما بين تقنيتي التصوير السينمائي والتلفزيوني. مع الإشارة إلى أنّ هذا النمط من المسلسلات التي تُعرض أسبوعياً لموسمين في السنة، لا يرتبط بمدّة عرض الحلقة، بل بعدد الحلقات في الموسم وكيفية بناء القصة والسيناريو وتطوّر شخصيات الأبطال عبر المواسم. وقد استطاعت الشركة خلال السنتَيْن الماضيتَيْن خلق عناصر تقدّم هذا النوع من الأعمال من كتّاب وممثلّين ومخرجين.
رودريغ سليمان في مشهد من العمل

لكن ما أهمية هذا العمل تحديداً للمخرج أسد فولادكار؟ «كتابة القصة وطريقة تقديمها للمشاهد مختلفتان. ورغم وجود ممثلين وشخصيات كثيرة في العمل، ستدور الحكاية في مواقع محددة، حيث لكلّ موقع قصته وأحداثه، رغم ترابطها جميعاً»، يقول لنا. ويتابع: «من الطبيعي عندما تدور الأحداث في مكان واحد، تكثر المشاعر الإنسانية، ما يجعلنا ننتقل من مشاعر تعيشها هذه الشخصية إلى أخرى، ومن غرفة إلى أخرى حيث يراقب الناس بعضهم من وجهات نظر مختلفة، ما يتطلب جهداً مضاعفاً».
وحول الجديد الذي ستقدّمه عدسته للممثلين، يرى فولادكار أنّ «الأسماء المشاركة معروفة بأدائها القوي والمميز. لكن أحببت إظهارها بطريقة جديدة شكلاً وأداءً لجهة الأدوار المعقدة الجميلة التي تحتاج لجهد مضاعف. والمزيج الذي سنشهده في العمل من ممثلين مخضرمين وآخرين جدد، سيوفّر أجواءً جميلة».
في تجربته الكتابية الأولى مع «مسلسلات المواسم»، لا يخفي غابريال يمّين الصعوبة التي واجهته، فالأمر يتطلّب «بناء كل القصة وأحداثها في مكان واحد، أي المطعم حيث يصوّر الموسم الأوّل ضمن ديكور واحد، قبل الانتقال إلى مكان جديد». وتابع: «هذا يتطلّب إبداعاً لجهة خلق الأحداث والإيقاع وشخصيات مترابطة عبر القصة تتفاعل معاً في المكان نفسه»، مشدّداً على أن كتابة قصة واحدة في 30 حلقة أسهل بكثير. وكشف يمّين عن «صعوبة ثانية تتعلّق بالمواضيع المطروحة، حيث يجري الانتقال أحياناً من موضوع إلى آخر لا يرتبط به... من هنا وجوب بناء هيكلية للقصة مبنية على قصص تترابط من خلال الشخصيات»، مشيراً إلى أن «شخصيات جديدة ستظهر في الموسم الثاني مع الإبقاء على بعض القديم».
لا يكشف يمّين عن تفاصيل القصة أو شخصية «منير» التي يجسّدها، لكنّه يؤكد أنّه يفكّر خلال الكتابة في قصص تولد من رحم ما يشعر به عبر معايشته حالات إنسانية وتخيّلها وشعوره بها، فـ «يجعلها تحكي». من وجهة نظره، على الكاتب أن يقدّم الجديد في قصته وعبر معالجة مختلفة للقضايا التي يتطرّق إليها في نصوصه لجذب المشاهد، كما يفترض أن يقدّم الممثل شخصية جديدة في كل عمل...
يدور في إطار رومانسي ــ كوميدي ويقارب الزواج المدني والتنوّع الطائفي وغيرهما


يبدو أنّ هذه القصة الجديدة استطاعت أن تعيد الممثلة كريستين شويري إلى التلفزيون بعد غياب عشر سنوات. تصف بطلة «طيف المدينة» نص «أوتيل فانتازيا» بـ «الجميل والقوي إلى درجة أنّه حرّك أحاسيسها في وقت لم تغرها أي شخصية سابقاً من خلال الورق». تطل شويري بدور «ميسا»، التي تدير مطعماً أنشأته مع زوجها الذي أحبّها قبل أن يختفي منذ 20 عاماً فيما كانا يحلمان بتوسيعه. وهي تسعى لمعرفة سبب اختفائه ومكان وجوده. تشدّد كريستين على أنّ هذه الشخصية تمثّل «تحدياً لها»، بسبب «تشعّب الأحاسيس التي تختلجها كأنثى... بين المرأة التي أخطأت بحقّ زوجها الذي أحبها وتشعر بعقدة ذنب تجاهه، وبين أحاسيسها إن وجدته. كذلك تتشعب القصص داخل المطعم مع العاملين فيه، حيث لكل واحد قصته».
أما رندا كعدي، فتؤدي دور «لولوة»، «نزولاً عند رغبة المخرج». تخبرنا كعدي أنّه بعد قراءتها للنص، «تركّز النقاش على القضية التي تحملها «لولوة»، كذلك فإنّ اسمَيْ أسد وغابي أعطياني الحافز الأوّل للانضمام إلى المسلسل، لما يحمله النص من قضايا اجتماعية وحالات إنسانية». وعن سمات «لولوة»، تقول: «سيدة تزوجت رجلاً من مذهب مختلف، غيّر ديانته قبل وفاته، ما حرم أولاده الميراث إلّا إذا تبعوا طائفة الأب… الأم غير راضية عن طمع أبنائها بالميراث، وتريدهم أن يبنوا مستقبلهم». وانطلاقاً من هنا، ترى كعدي اختلافاً بين أدوارها السابقة كأم، إذ «سألعب دور الأم العقلانية، القاسية نوعاً ما، التي تحب البذخ». وتشير رندا إلى جوهر القضية في «أوتيل فانتازيا» حول المطالبة بقانون يحمي العائلة والحق في الميراث، في حالة الزواج المدني والاختلاف المذهبي: «هذه القضية جريئة ومحقة».
صحيح أنّ اسم أسد فولادكار ونص غابريال يمّين جذبا رندا، بيد أنّها لا تنكر أيضاً وجود عناصر أخرى، مثل: «حماسة الجهة المنتجة لإنجاح المسلسل من جميع النواحي، فضلاً عن أسماء الممثلين».
للمرّة الأولى، يتعاون الممثل السوري فارس ياغي مع مخرج لبناني بعدما خاض تجاربه السابقة مع مخرجين سوريين، أمثال باسل الخطيب وجود سعيد وتامر إسحاق. أمام عدسة فولادكار، يجسّد فارس دور الشاب الميسور «تيم»، الذي أتى من سوريا من بيئة مثقفة منذ ست سنوات بسبب الحرب، ليتابع دراسته في بيروت. لكن غلاء المعيشة في هذه المدينة دفعه إلى العمل في خدمة الـ Valet Parking في مطعم. هكذا، وإثر معاناته وحرمانه رؤية والدته لسنوات، تتكوّن شخصيته كرجل حكيم، وصامت، وسموح، وطيب، وباسم. فيكون هو الرابط الروحي بين كل الشخصيات لدرجة حمايته لها وللمكان الذي يعمل فيه. كذلك تربطه علاقة حب وطيدة بـ «ميسا» التي يرى فيها الأم المساندة. تتطوّر هذه الشخصية في الموسم الأوّل لجهة علاقاتها بالشخصيات، لتحمل العديد من المفاجآت في المواسم الأخرى من «أوتيل فانتازيا».