منذ تموز (يوليو) الماضي، ومحطة mtv، تستخدم كل منصاتها وبرامجها وحتى نشرات أخبارها للترويج لسهرة «ملكة جمال لبنان» هذا العام... الحفلة التي انتزعتها شاشة «المرّ» من حضنها التقليدي lbci. وضعت المحطة كل ثقلها، في عملية الترويج والتسويق، في كل زاوية، ومع كل نقرة على موقعها ومهما كان الموضوع المختار، فالمتابع هنا، مجبر على أن يعرف آخر المعلومات عن التحضيرات، وكواليس الحدث المنتظر. «حدث الموسم»، أطلقت عليه mtv، ومن الواضح أن منسوب الرهان عال هنا، عبر حشد بشري وتقني، واستجلاب شخصيات من الخارج، بغية إنجاح سهرة الغد. قبل يومين، حضرت «ملكة جمال الكون» ديمي ليف نيلبيترز، الشابة التي تتحدر من أصول أفريقية، وتزور بلاد الأرز للمرة الأولى. قبل الحديث عن الحفلة والمتباريات لدى وصولها إلى مطار بيروت، عبّرت عن شوقها لتذوق المطبخ اللبناني! قبلها حضرت المدربة العالمية، LU Sierra، الآتية من أشهر دور الأزياء الراقية في العالم، وكانت قد وضعت خبرتها في التدريب في حفليّ miss Universe، و Miss USA، لتشرف على تدريب المتباريات اللبنانيات، وعلى كيفية ظهورهنّ على المسرح.
في بداية الشهر الحالي، ظهرت رئيسة اللجنة المنظمة للحفلة ريما فقيه (ملكة جمال الولايات المتحدة لعام 2010)، في نشرة الأخبار، لتعلن عن مفاجآت سيعمل على كشفها لاحقاً في الحدث. وفي نهاية مقابلتها، أدلت فقيه بمونولوغ (بدا عليها التوتر)، تخبر به اللبنانيين، بأنها لبنانية في الأصل، وأنها تعبت مع زوجها وسيم صليبي (منتج الحفل) على تنظيم هذا الاحتفال عبر صرف أموال طائلة، كي يكون على مستوى عالمي. أضف إلى ذلك وضع المحطة ومنظّمي الحفلة، ثقلهم في سبيل تحقيق هذا الهدف. وعلى رأس هذه الجهود، استخدام أحدث التقنيات التلفزيونية، ليضحي الحدث «الأضخم» في تاريخ التلفزيون اللبناني. اشتغل هؤلاء أيضاً على الشق الترويجي بصرياً، عبر إنتاج كليب مصوّر صغير للمتسابقات، عاد بنا الى زمن «الحدوتة» و«كان يا ما كان». شريط يستعيد أجواء الخرافة والمملكة والملكة، نفّذ في أحد القصور القديمة، ليتحدث عن المسابقة، وعن استحصال واحدة من 30 صبية على اللقب والتاج. التتويج الأخير للملكة كان عادة ما يترافق مع الأغنية الخالدة «للصبية الملكة تاج وصولجان» (شعر وموسيقى: منصور الرحباني) لكن mtv أرادت نفض كل ما هو متعلق بالحدث سابقاً. هكذا جلبت المغنية هبة طوجي لتؤدي الأغنية الشهيرة مع إعادة توزيع موسيقي لها (أسامة الرحباني).



إذاً، استعدادات حثيثة ظهّرت في الفترة السابقة، عملت عليها محطة المرّ كي تثبت أنها الأجدر، والأقوى في تنظيم حدث سنوي كانتخاب ملكة جمال لبنان، الذي يتعرّض ـ كما نعلم ـ لسلسلة انتقادات واسعة، لا سيما في الفقرة المتعلقة باختبار المشتركات ومعلوماتهنّ العامة. محطات عدة كشفت «عورات» المتباريات، وعدم إلمامهنّ بقضايا تتعلق بما يدور حولهنّ، سياسياً واجتماعياً وحتى أبعد من الحدود اللبنانية. لذا ارتأى المنظمون هذه المرة، وتحديداً فقيه، إبرام تعاون مع «الجامعة اللبنانية الأميركية» (LAU) من خلال استخدام خبرات أهم الأكاديميين داخلها، ووضعها بين أيدي الصبايا. هكذا، لمدة شهر، خضعت هؤلاء لدورة «تدريبية ثقافية»، تخص قضايا المرأة والمجتمع، والإنسان. وضع عميد الطلاب في الجامعة رائد محسن خبرته، أمام المتسابقات لتعليمهنّ «آليات الحوار»، فيما تولت كل من المخرجة لينا أبيض وأستاذة الرقص المعاصر في الجامعة، إعطاء الصبايا محاضرات عن «تعابير الجسد في أطواره المختلفة». كما برزت الحصة الأكبر التي صبت تجاه قضايا المرأة، من خلال استجلاب أسماء ومحاور تتصل مباشرة بواقع المرأة اليوم، الاجتماعي والإنساني، من ضمنها رئيس قسم فنون التواصل في LAU، جاد ملكي الذي تحدث مع المتباريات عن «المرأة وصورتها في الإعلام الغربي والعربي واللبناني».
إذاً، تحضيرات على قدم وساق، طالت الشكل والمضمون عبر الاستعانة بخبرات وأسماء عالمية ومحلية، سعياً لإنجاح الحفلة التي تعوّل عليها المحطة كثيراً وتضع إلى يسار شاشتها العدّ العكسي لها، لتثبت أنها الأقوى في الصورة، وفي التحضير، وتحاكي مسابقات مماثلة تدور في الفلك العالمي لمسابقات الجمال.

ريما فقيه صليبي تكشف أسراراً عن مسابقة ملكة جمال لبنان