في شباط (فبراير) من العام الماضي، اشتعلت حملة عنيفة طالت محطة mtv، بعد تصريح رئيس مجلس إدارتها ميشال المرّ، بأن سبب غلاء الإعلانات في قناته تعود الى توجهها الى شرائح إجتماعية ميسورة، لا تستطع باقي القنوات الوصول إليها. في هذه الفترة، وضمن حلقة إختزالية، منمطة بشكل سلبي للفقراء، حاول برنامج «منّا وجر» على المحطة عينها، أن «ينفس» غضب الناشطين الذين اتخذوا من كلام المرّ مطية للسخرية، وللقول بأن mtv تغيّب شريحة واسعة من الناس: الفقراء وبسطاء الحال. في هذه الحلقة، جلب ندي أبو شبكة، دراجة نارية الى الأستديو، وظهر بقميص داخلي، وأخذ يدعي بأنه يمثل الطبقة الفقيرة، في اللباس والكلام والمنطق وحتى في الطعام، المختزل بصحن الفول والى جانبه البصل. وقتها، طلب من رباط أن «يفقش» البصلة بجبينه، وفعل ذلك، ليظهر بأنه رجل «شعبي» ولا يفرق بين وجبة الفول و «السوشي». طبعاً، إستعراض لم يكن موفقاً آنذاك، وزاد الطين بلة، في الحملة الغاضبة على المحطة.


أمس، ومع إفتتاح الموسم الرابع من البرنامج، الذي انضم إليه المنتج سلام زعتري، والممثل والمخرج المخضرم كميل سلامة، شاهدنا في بداية الحلقة، تقريراً مقتضباً، بدا فيه زعتري واضعاً لمسته الخاصة. رافق سلام رباط في جولة ميدانية شعبية. توجها الى «الطريق الجديدة»، وسوق الخضار، وحتى سوق اللحم في «صبرا». ليس أجدر من هذه البقاع اللبنانية الشعبية البحت، ليحتك بها رباط، ويتواصل معها. ربما تكون المرة الأولى التي تطأ قدم الأخير هذه المناطق، فكانت خطوة ذكية من زعتري الذي جرّ البرنامج الى مكان آخر، الى مساحة أرحب تتسع للجميع، ويضع فيها خبرته كمعد ومنتج لبرامج ساخرة. وبغض النظر عن المبالغة الواضحة في التقرير، في تبيان رباط كرجل «Snob»، لا يتحدث إلا بلغات الغرب، ولا يأكل سوى من لائحة طعام فاخرة، وربما كانت المبالغة هنا مطلوبة، لإظهار العيوب والعمل على إصلاحها، فإن الفكرة بدت موفقة في تدشين الموسم الجديد، الذي اشتغل على ما يبدو بذكاء شديد، عبر جلب خبرات وأسماء تعيد ضخّ الدماء في شرايين البرنامج، وتشكل له إضافة لافتة في ظل المنافسة المحتدمة مع باقي القنوات.