إنّها «حرب» مستعرّة بكل ما للكلمة من معنى، بين محطتَيْ lbci و mtv اللبنانيّتَيْن. بدأت الحرب صامتة بعيد خروج مارسيل غانم من lbci في آذار (مارس) الماضي، بعد أكثر من ربع قرن قضاها هناك. انتقل غانم إلى mtv، وبدأ بعد ذلك حشد الأخيرة غير المسبوق للبرنامج الجديد الذي سيقدّمه مارسيل والذي يحمل اسم «صار الوقت». كُشف عن البرنامج ضمن مؤتمر صحافي، حرص على تظهير ضخامة الإنتاج، وأهمية الحدث. واللافت هنا، إعادة توزيع شارة «كلام الناس»، تلك الموسيقى الساحرة التي سجلت في أوروبا على يد أوركسترا غربية. بالإضافة إلى الحديث عن اشتغال على الديكور استقدم من أجله المهندس الفرنسي أوليفييه إليوز. بعد التحشيد

للبرنامج الجديد الذي تأخّرت إنطلاقته (كان مقرراً أن ينطلق في أيلول/ سيبتمر الفائت)، كان واضحاً قرار محطة «المرّ» بإظهار غانم عند كل محطة. وآخرها، مشاركته في تقديم حفلة إنتخاب «ملكة جمال لبنان» مع أنابيلا هلال. على الرغم من أنّ أداء مارسيل لا يتناسب مع هذا النمط من الأحداث، إلّا أنّ الشاشة ــ وليس عن عبث ـــ أصرّت على أنّ يتولى التقديم. وبالفعل، وفي الدقائق الأولى لصعوده على مسرح الـ «فوروم دو بيروت»، مررّ سهامه تجاه lbci، وغمز من ناحية كونه و«ملكة جمال لبنان» انتقلا إلى أحضان قناة «المرّ»، متمنياً أن تعيد الأخيرة الألق إلى هذه السهرات.
«حدث الموسم» كما وصفته mtv التي انتزعته هذا العام من غريمتها lbci، اتسم بكثير من المبالغة في الترويج، وفي إستجلاب خبرات أجنبية ومحلية، وفي الدأب على الخروج بصورة مبهرة وبتقنيات عالية، لتثبيت نفسها كمنظمة وراعية لهذه الحفلة السنوية، ومتفوقة أيضاً على «المؤسسة اللبنانية للإرسال».
نيران «الحرب» لم تهدأ بين المحطّتين، إذ أشعلتها تغريدة المديرة التنفيذية في قسم الأخبار في lbci لارا زلعوم، التي كتبت: «كان ناقص وقعة الموتو تتكمل معكن، صار وقت تعرفو حجمكن»، منتقدة التكرار المتواصل لفكرة «ضخامة الإنتاج». فردّ عليها في اليوم الثاني موقع mtv، ضمن مقال بعنوان «لمايا رعيدي التاج ولـ mtv التفوّق... وللبعض الهستيريا». بعد ذلك، دخلت على الخط، قصة ميشال حجل، التي شاركت في مسابقة «ملكة جمال لبنان» منذ عامين، وتعاني اليوم من السرطان وتحتاج إلى علاج مكلف في الولايات المتحدة. وبهدف تأمين المبلغ، تقام اليوم حملة إلكترونية لتمويل العلاج.
بعيد إنتهاء حفلتها «العظيمة»، تلقت mtv إنتقادات واسعة لعدم الإتيان على ذكر قصة حجل، ليخرج المنتج جان نخول ويكشف في تغريدة أنّ lbci منعت محطته من الترويح لحملة العلاج، قبل أن تلجأ mtv عبر فقرة connected في نشرات الأخبار إلى دعوة الناس للتبرّع لحجل.
ومع نقل برنامج «لهون وبس» الكوميدي على lbci، من نهار الثلاثاء إلى الخميس، لمواجهة «صار الوقت»، انطلقت السهام من lbci تجاه غانم. دشّن هشام حداد (مقدّم «لهون وبس») حلقته الماضية، بالتصويب على الإعلامي اللبناني، إذ قال:« صار الوقت أن يصبح صوت الناس يوم الخميس بعد غياب لسنوات، صوت الناس للوصول إلى الناس، صار الوقت أن يكون البرنامج يوم الخميس».
بدا حداد حاملاً لراية lbci في حربها ضد قناة «المرّ». وغرّد أمس قائلاً: «بكرا الدمار ..لهون وبس..صوت الناس»، في ما بدا مبالغة فاقعة في التجييش. وتبعاً لما أظهره برومو البرنامج الساخر، فإنّ الحلقة بمجملها ستخصّص للسخرية من حفلة «ملكة جمال لبنان».
وقبيل ساعات من انطلاق «صار الوقت»، ظهرت حركة ترويجية له على تويتر، مع إستخدام تقنية العدّ العكسي.



فيما يعيش التلفزيون اللبناني اليوم أزمة هوية ومحتوى حادة، وسط التنافس بين القنوات والتسابق على برامج الإنحطاط والمستوى الهابط، تخرج علينا حرب mtv وlbci لتزيد الطين بلّة، وتنزل بمستوى التخاطب لمكان غير متوقّع.




*«لهون وبس»: 21:40 على lbci
*«صار الوقت»: 21:40 على mtv