فاجأت صحيفة «النهار» صبيحة اليوم، قراءها بصدور عددها، بصفحات بيضاء فارغة. على نسختها الورقية، امتدت الصفحات البيضاء على صفحاتها الثمانية، وعلى موقعها الإلكتروني أيضاً، كذلك على مواقع التواصل الإجتماعي إستبدلت «ديكها»، بمساحة بيضاء صغيرة أيضاً. لم تصدر إدارة الصحيفة العريقة الى الآن أي بيان توضح فيه للقراء لماذا لجأت الى هذه الحركة، هل هي إحتجاجية على أزمة الصحافة الورقية في لبنان، أم هي تمهيد لإقفالها؟ فيما ينتظر المؤتمر الصحافي الذي ستعقده رئيسة التحرير نايلة تويني ظهر اليوم، في الصحيفة، لتبيان حقيقة ما جرى. ويرجح أن تكون الصفحات البيضاء التي اكتست الصحيفة، رسالة الى المعنيين في لبنان من نقابات ومؤسسات، تدق فيها ناقوس الخطر، لما آلت إليه المهنة في السنوات الأخيرة.


علماً أن «النهار» تعاني كما غيرها من الصحف، من أزمة مالية حادة، أجبرت من خلالها على تقليص صفحاتها الورقية من 12 الى 8 صفحات، والى إعتماد نظام «بريميوم» (اشتراكات رقمية) للدخول الى موادها المنشورة على موقعها الإلكتروني. وقد شهد العام الماضي، كباشاً قانونياً، بين عشرات المصروفين منها ومن ضمنهم أسماء لها ثقلها على الساحة الإعلامية. تأتي خطوة «النهار» بعد إقفال «دار الصياد» نهاية الشهر الماضي، وإغلاق «الحياة» لمكاتبها في بيروت، وسط أزمة تعصف أيضاً بمصير صحيفة «البلد» في وقت تتعطل فيه مؤسسات الدولة، وتعجر فيه أجهزتها المعنية عن إنتشال الصحافة الورقية من أزمتها الحالية، والوجودية.