مرّ شهر تقريباً على الكباش الأخير الذي حصل بين قناتي mtv و lbci اللبنانيتَيْن. كانت أشبه بـ «معركة» طاحنة، بحصول «قناة المرّ» على احتفال «إنتخاب ملكة جمال لبنان»، مروراً بانتقال مارسيل غانم إلى ربوعها مع برنامج «صار الوقت» الذي وضعت lbci في مقابله برنامج «لهون وبس» (يقدّمه هشام حداد) مساء الخميس في التوقيت عينه، وليس انتهاءً بالمنافسة الشرسة المتمثّلة بعرض عملَيْن دراميَيْن في الأيام والتواقيت عينها (من الأحد إلى الجمعة ــ 20:30)، هما: «كارما» (mtv ــ رؤية سيناريو وحوار سلام كسيري، ومعالجة درامية لرامي كوسا، وإخراج رودني الحداد)، و«ثورة الفلاحين» (lbci ــ كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج فيليب أسمر). وبعد هذه «المعركة» المحتدمة، يبدو أنّ النتيجة بدأت تنجلي. فرغم الجهد الواضح الذي تبذله «المؤسسة اللبنانية للإرسال» في الترويج وجذب المشاهدين، لكنّه يبدو أنّها أخطأت حساباتها وبدأت محاولات تدارك الوضع. هذا الأمر بدا جلياً مع النتائج المخيّبة حصدها مسلسل «ثورة الفلاحين». فعلى الرغم من الترويج المكثّف له واستضافة أبطاله للحديث عنه في برامج منوّعة على الشاشة المذكورة، إلا أنّ العمل الدرامي التاريخي لم يحظ باهتمام كبيرة من قبل الناس، ولم «يجتح» بيوتهم. فقناة lbci التي تتمتع بذكاء تسويقي لافت، وتحرص دائماً على احتلال المراتب الأولى، يبدو أنّها تعاني هذه الفترة من إرباك وتخبّط على صعيد البرمجة. إذ قرّرت أخيراً عرض مسلسل ثان إلى جانب «ثورة الفلاحين»، وهو «حبيبي اللدود» (ﺗﺄﻟﻴﻒ منى طايع، واﺧﺮاﺝ سيزار محمود الدوايمة، وإنتاج شركة «طايع للإنتاج»). تنطلق عروض العمل يوم الأربعاء المقبل، من دون انتظار انتهاء «ثورة الفلاحين» الذي بالطبع يختلف في النوع والوجوه المشاركة. وهذا الأمر يكرّس أكثر فكرة الضياع الذي تعيشه lbci هذه الأيام، والإرباك حيال المنافسة الشرسة مع mtv. في غضون ذلك، لا تزال الأسباب غامضة لغياب برنامج المستشار السابق للنائب سامي الجميل، ألبير كوستانيان، الذي وقّع عقداً مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» في آب (اغسطس) الماضي، فيما يبقى الترقب سيّد الموقف، تزامناً مع أنباء تشير إلى إمكانية إعادة نقل توقيت «لهون وبس» إلى ما عليه في السنوات الماضية، أي مساء الثلاثاء.
يبدو أنّ المحطة التي يديرها بيار الضاهر تفتقر حالياً إلى استراتيجية واضحة لناحية البرمجة وتقصّي رغبة الجمهور، ونوعية المضامين المقدّمة له في عصر الإبهار والصورة ذات الجودة العالية (HD).