لا تزال المأساة التي خلّفتها سيول البحر الميت في الأردن، وصور الضحايا وقصصهم التي انتشرت وقتها على المنصات الإجتماعية، ترخي بثقلها على المشهد الإفتراضي. وبين الصور المنشورة لأطفال قيل إنّهم ضحايا السيول، لقطات لصغار كانوا في رحلة مدرسية إلى تلك البقعة. مع تداول هذه الصور، تحرّكت مواقع وصفحات عدة على فايسبوك، لإعادة تصحيح المعلومات المنشورة عن الضحايا إن كان في الصور أو في بوستات ذويهم التي انتشرت بدورها لاحقاً على مواقع التواصل الإجتماعي. ليتبين أنّ إحدى الصور تعود لطفل برازيلي يعمل في مجال عرض الأزياء، فيما ظهر أنّ منشور الأم المفجوعة المرفق بالصورة، لا يعدو كونه خبراً كاذباً. أما الفيديو الذي قيل إنّه يوثّق تلك الحادثة، فتبين أنّه مأخوذ في الجزائر العام الماضي عندما اجتاحت السيول «وادي بسكرة».
إذاً، فوضى عارمة خلّفتها مأساة «البحر الميت» لجهة تداول الأخبار والمعلومات، فاختلطت الصور والحكايا المفبركة بتلك الواقعية، وساعد على ذلك أنّ الحادثة أودت بحياة أطفال، الأمر الذي سيفضي بطبيعة الحال إلى تفاعل كبير من قبل الناشطين من دون تدقيق.