«انتصارنا الكبير في ابوظبي الليلة (..) هو أن العلم الإسرائيلي قد عرض في القاعة وفزنا بثلاث ميداليات في اليوم الأول»، كلام أدلت به وزيرة الثقافة والرياضة الصهيونية ميري ريغيف، بعد مشاركة الكيان للمرة الأولى في بطولة «غراند سلام للجودو» في أبو ظبي. قبلها صدح النشيد الإسرائيلي كذلك للمرة الأولى في أرجاء العاصمة الإماراتية، بعد فوز اللاعب الإسرائيلي ساغي موكي، بميدالية ذهبية. بكت ريغيف تأثراً بهذه اللحظة التي وصفها المتحدث بإسم جيش الإحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأنّها «لحظة تاريخية في أبو ظبي». بعدها انتشرت صورة حميمة تجمع بين ريغيف، ورئيس «جمعية الجودو» الإماراتي محمد بن ثعلوب الدرعي، إذ تتشابك أيديهما بحرارة لافتة. لم ينته المشهد المخزي هنا. إذ أفاق الناشطون اليوم، على إنتشار صورة للوزيرة الصهيونية التي سبق أن أهانت الإسلام وقالت إنّ الأذان يشبه «نباح الكلاب»، وهي تدخل مسجد «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، مرتدية الزّي التقليدي وواضعة على رأسها منديلاً أبيض. هي نفسها الوزيرة التي عمدت العام الماضي، في «مهرجان كان الدولي»، الى إرتداء فستان طبعت عليه صورة «قبة الصخرة» الفلسطينية، وخلّفت وقتها إستفزازاً كبيراً، وردّ عليها بالمثل بإظهار الصورة الحقيقية لـ «إسرائيل» الوحشية والإجرامية.


طبعاً، الفرحة عارمة في الكيان الصهيوني، الذي يبدو أنه يعيش لحظات ومحطات لطالما تمناها، في اختراق المزيد من الدول العربية، ودخولها حلبة التطبيع العلني والوقح، فيما يرتفع في قطاع غزة المزيد من الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية، وسط صمت مطبق، تغلب عليه مشاهد التطبيع المخزية، المتنقلة بين قطر (بطولة العالم للجمباز)، وعُمان (إستقبال السلطان قابوس لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وزوجته)، واليوم في الإمارات. مشهدية لم نعهدها من قبل بهذه الصراحة والوقاحة على مصافحة العدو، وتطبيع العلاقات معه. أمر، لم يجد فيه الناشطون/ات سوى مساحة إفتراضية للتعبير عن غضبهم وألمهم لما يجري في بلاد العرب. وسوم كثيرة انتشرت في الساعات الأخيرة، من ضمنها «#يلا_تطبيع»، و «#التطبيع_خيانة»، نشر فيها هؤلاء كل الصور المخزية لما يحصل في العواصم: الإماراتية، والقطرية والعمانية، معتبرين ذلك «خيانة موصوفة»، ومذكرين بالقضية المركزية: فلسطين المحتلة.