قلّما يترك إعلامي سوري عمل في وسائل محليّة أثراً بليغاً، وصيتاً طيّباً وإشكالية واضحة في ما أنجزه وفؤاد بلّاط (1940) من هؤلاء القلائل الذين يشار إلى أياديهم البيضاء وجهدهم التأسيسي في الإعلام السوري. ينحدر الرجل من مدينة «الميادين» في محافظة دير الزور، حاز إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق، قبل أن يبدأ رحلته مع الإعلام، محرراً في «صحيفة الاشتراكي» عام 1968، وقد أسهم في تأسيس «اتحاد الصحافيين السوريين» وشغل فيه أيّام عزّه منصب: أمين سر اتحاد الصحافيين. بعدها تولى منصب مدير تحرير في مجلة «جيش الشعب» ومن ثم نائب رئيس تحرير «جريدة الثورة»، ومدير «التلفزيون السوري»، ثم صار مديراً عاماً لـ «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون»، ومدير «مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني»، ومعاون «وزير الإعلام»، كما عيّن مستشاراً لجهات عدة، ونائباً لرئيس «المجلس الوطني للإعلام»، وانتخب عضواً لمؤتمر اتحاد الصحافيين العالمي!المسيرة الطويلة والعمل لعقود متواصلة حفّزا حوارية «أماسي» على استضافته ضمن أمسية تحمل عنوان «مسيرة نصف قرن»، في نسختها الـ 21 في «أبو رمانة» في دمشق يوم 13 تشرين الثاني (نوفمبر). تتضمن الأمسية عدداً من المحاور، التي تتناول مسيرة الضيف الإعلامية. حول الأمسية صرح معدّ ومحاور «أماسي» الإعلامي ملهم الصالح في حديثه مع «الأخبار»: «لعب فؤاد بلّاط دوراً أساسياً في تطوير الإذاعة والتلفزيون والإعلام السوري عامة، عبر مسيرة حافلة، متنوعة، وغنية، حرص طوالها على الارتقاء بالذائقة والوعي، لذلك حجز مكاناً في وجدان معارفه ومعاصريه، وكان قد التقى أهم الشخصيات العربية الفنية والثقافية، علاوة على دوره الإعلامي الإداري البارز خلال فترات عصيبة مرت بها سوريا، والذي نرى فيه مثالاً لدور الإعلامي الوطني الحق».