«حوار العهد 2» الإعلامي... هل حقق هدفه؟

  • 0
  • ض
  • ض

«حوار العهد 2» الإعلامي... هل حقق هدفه؟

كلّ ما قاله الرئيس ميشال عون في إطلالته التلفزيونيّة في الذكرى الثانية لتولّيه «الرئاسة الأولى»، كان بالإمكان أن يقوله في كلمة مُتلفزَة مباشرة من دون الحاجة إلى «حوار رُباعي» افتقد إلى «الرُّوح» و«الهوية الإعلامية»، ولم يخرج بأيّ موقف نوعي. لم يكن المشاهد يتوقّع مفاجآت من «العيار الثقيل» في إطلالة الرئيس أول من أمس، لكنّه كان على الأقل، يُمَنِّي النفس أن يسمع ما يُطمئِنَه أو يعطيه أملاً ولو ضئيلاً في السنوات المقبلة من العهد فلم يحصل على ما يريده. أعطى الحوار انطباعاً كأنّه يحدث في السّنتَيْن الأخيرتيْن من عمر «العهد» بدل أن يكون «على عتبة السنة الثالثة»، عاكساً بشكل أو بآخر صورة العهد نفسه: بطيء ومتعثّر و«محشور» على طاولة صغيرة! هل حقّق اللقاء الإعلامي هدفه المنشود؟ ما هو الهدف أصلاً كي يتمّ، بناء على ذلك، الحكم على مدى نجاحه أو فشله؟ في حوار أول من امس، ظهر رئيس الجمهورية مُلمّاً وعارِفاً بكثير من التفاصيل ومتابعاً لها، لكنه بدا من جهة أخرى كمَن لا حول له ولا قوة (كما في قوله سمّينا وزير لمكافحة الفساد وما عطيناه وسائل)! أكد الرئيس عون على الإلتزام بوعوده التي قطعها للبنانيين، لكنه لم يعزّز الثقة لديهم بآليات المواجهة محمِّلاً الإعلام نفسه مسؤولية المبالغة في الحديث عن أخطار مالية واقتصادية آتية. استعان «ناظر» الحوار رفيق شلالا بآراء الناس سواء عبر عيّنة من الشارع اللبناني قال عنها إنّها عشوائية أو من خلال آرائهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وهذا أمر جيد، لكن لماذا لم يذكر المستشار الرئاسي أسماء المواطنين؟ في المقابلة التلفزيونية الثانية من نوعها خلال سنتيْن، افتقد الحوار إلى الحيويّة المطلوبة رغم أن الصحافيين الأربعة الذين تولَّوْا طرح الأسئلة هم من أصحاب الخبرة ولا تعوزهم المعلومة أو الجرأة (نقولا ناصيف ورضوان عقيل وسمير منصور وسكارليت حداد). فات هؤلاء أن يشيروا مثلاً إلى الأزمة المتفاقمة التي تعانيها الصحافة المكتوبة بشكل خاص فبدت القضية كأنها لا تعنيهم. كان يُفترض بحوار تلفزيوني من هذا النوع أن يقدّم أسئلة وإجابات أكثر وضوحاً حول أزمة النظام السياسي اللبناني ومكامن الخلل التي تفرمِل إنطلاقة العهد الفعلية كما «رؤية» الرئيس لمواجهة الأزمات العديدة التي يعاني منها المواطنون بدل الإستغراق في مواقف يمكن أن تقال بشكل شبه يومي من دون الحاجة إلى طاولة حوار تلفزيونية بما فيها الموقف الأكثر وضوحاً من مسألة رفض توزير ما بات يعرف بـ «السنّة المستقلين». ثمة فارق كبير بين صورة ميشال عون الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الموجّهة للمجتمع الدولي وبين إطلالة أول من أمس الموجهة بشكل أساسي للداخل اللبناني. هل حقق الحوار هدفه؟ ربما من المفيد العودة مرّة أخرى إلى وسائل التواصل الإجتماعي نفسها لمعرفة الجواب الأكثر قرباً من الواقع!

0 تعليق

التعليقات