لم تمرّ حلقة «حوار اليوم» أمس، على قناة otv، على سلام. على الرغم من توضيح الأمر في الاستديو، الا أن عبارتين خارجتين من الضيفة الصحافية سكارليت حداد، أشعلتا غضب جهات سياسية في الداخل اللبناني. لدى حديثها عن تشكيل الحكومة، سردت حداد كيف أن زعيم «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط قبل بتسوية داخلية في الحكومة، بعدما خسر «دروز» السويداء بسبب إتهامه النظام السوري بالضلوع في المجزرة الأخيرة التي وقعت هناك، وكذلك خسر رصيده في الجولان المحتل. وعرّجت الصحافية الفرنكوفونية، على هذه التسوية، و«الخسارة الجنبلاطية» بالقول بأن «الدروز قلال وإذا فصلو عن دروز سوريا هني فرشوخين ونص». كان القصد من هذه العبارة الدلالة على القيمة العددية للطائفة الدرزية في لبنان، لكن سرعان ما ولّدت العبارة حملة شعواء ضدها. اللافت هنا، مقاطعة المذيع جورج ياسمين لها، إذ توجه إليها بالقول: «أرجوك ما بدنا نستعمل هالكلمة، أنت مهذبة ولايقة»، فأجابته: «ما قصدي الإساءة، قصدي عددياً». طبعاً هذا الكلام أثار في الساعات الماضية، موجة إحتجاج وهجوم ضد الصحافية اللبنانية، التي تداركت الأمر سريعاً، وغرّدت معتذرة من الجمهور لما فسر من كلامها، وعُمل على «إستثماره» بشكل سلبي. وأعربت عن إحترامها للدروز وقالت إنها لم تقصد أن تجرح أي إنسان.


إعتذار يبدو أنه لم يقنع كثيرين، فردّ عليها الوزير السابق وئام وهاب بنص طويل نسبياً، أعاد تذكيرها بتاريخ الدروز المقاوم والمشّرف، وسخر من لغتها العربية «الركيكة» التي لا تخولها قراءة «تاريخ المشرق العربي». كذلك، فعلت «مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني» التابعة للوزير السابق طلال إرسلان، إذ ردت على حداد، بمضمون لائق، بإعادة تذكيرها بتاريخ هذه الطائفة، التي أسهمت في «إستقلال وطننا». بيان تمنى عليها مراجعة حساباتها التاريخية والجغرافية «علك تجدين صفة ثانية تدل على قيمة الطائفة عددياً ومعنوياً». وبخلاف هذا التيار الهائج على تويتر، وبخلاف التوقعات أيضاً، وقف جنبلاط هذه المرة بالمرصاد، وساند حداد، داعياً الى إيقاف «سيل الشتائم والتهديد»، واصفاً ما يحصل بـ «المعيب» وبـ «الخطاب الفاشي».