«اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين»، عنوان تردد صداه هذا العام طويلاً في الأرجاء اللبنانية. احتل هاشتاغ «#endImpunity» باللغة الإنكليزية المرتبة الأولى على تويتر اللبناني. بيانات صحافية بالجملة، مع تنظيم مؤتمر إقليمي للمرة الأولى في بيروت، يرعاه «مكتب اليونيسكو الإقليمي ـــ بيروت»، ووزارة الإعلام اللبنانية، تحت عنوان «تعزيز التعاون الإقليمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والاعتداءات ضد الصحافيين في العالم العربي». عبارات «الإفلات من العقاب»، «تأمين بيئة آمنة للصحافيين»، وغيرهما خرجت بشكل مطرد، اليوم، وأضيفت إلى القاموس اللبناني. اليوم الذي خصصته «الجمعية العامة للأمم المتحدة»، عام 2013، بعيد إغتيال الصحافيين الفرنسيين في مالي، غيسلان دوبون، وكلود فيرلون، بدأت مفاعليه هذا العام لبنانياً. تحركت الجمعيات والمنظمات، التي تندرج ضمن «مجتمع المدني» لتنشر بيانات الإستنكار، وتطالب «بتحقيق العدالة» و«البيئة الآمنة للصحافيين». في هذه الأيام التي نعيش فيها ضمن حادثة إغتيال الصحافي جمال خاشقجي، الغائب كلياً عن الإحتفاء بهذا النهار، والتي لم تطو بعد آخر صفحاتها، تحضر المناسبة العالمية، من دون الدخول في أي تفصيل يدين الجهات المسؤولة عن هذه الفظائع، أو حتى إستذكار فلسطين مثلاً. وقد «غامر» أحد المغردين اليوم، وأدرجها ضمن الهاشتاغ المذكور، علّه يقرع جرساً ويوقظ ضمائر قررت أن تشيح بنظرها عن الأرض السليبة. مغامرة تبعتها أخرى، تمثلت في قيام أحد النشطاء بإستذكار المعتقل السعودي رائف بدوي، الذي اعتقل عام 2012، في سجون المملكة السعودية. فإلى جانب حوادث الإغتيال والقتل والتنكيل، هناك أيضاً فورة واضحة في تدجين الصحافة، وإلغاء دورها كمراقب ومحاسب. فورة تمسك بقوة بأعناق الصحافيين/ ات، وتحولهم الى أبواق سلطة، أو الى ملمعي الصورة الوحشية للأنظمة. وهذا بالطبع، لم تلحظه الجمعيات «المدنية» وغيرها من المنظمات الناشطة على الصعيد اللبناني، ليظل الكلام فيب المؤتمر مجرد حبر على ورق، و تقديم «واجب»، حيال المّمول!