«الحياة» السعودية: آخر «ورقة»

  • 0
  • ض
  • ض
«الحياة» السعودية: آخر «ورقة»
توقفت عن الصدور في بيروت والامارات وبقيت على الطبعة السعودية فحسب (مروان طحطح)

عدد تلو آخر، خسرت صحيفة «الحياة» الصادرة عن «دار الحياة» طبعاتها حول العالم، ليبقى العدد السعودي الوحيد واليتيم الذي يصدر حالياً. خلال فترة لم تتعدّ العامين، توقّفت الجريدة اليومية عن الصدور في غالبية الدول، لسبب واحد هو الأزمة المالية التي ضربتها وأدّت إلى إقفال مكاتبها حول العالم. ففي لندن حيث كان المقرّ كبيراً، أغلقت «الحياة» أبوابها قبل عام تقريباً، وصرفت موظفيها الذين واكبوا إنطلاقتها في التسعينيات من القرن الماضي. في المقابل، لم يمكن وضع المكتب في وسط بيروت أفضل. أواخر عام 2017 تبلغ الموظفون هنا قرار إغلاق المكتب في حزيران (يوينو) الماضي، وبالتالي حجب طبعة بيروت الورقية عن الصدور. أكثر من 60 موظفاً تمّ الاستغناء عنهم، لتبقى الصحيفة تتعاون مع مستكتبين من منازلهم. لكن التعاون لم يستمرّ أكثر من خمسة أشهر، ليعلن المستكتبون إضرابهم المفتوح قبل أكثر من عشرة أيام، فيتوقّف كلّياً مكتب بيروت عن تزويد مكتب دبي بالمحتوى الاعلامي. على الضفة نفسها، أصيب مكتب الامارات العربية المتحدة بالأزمة نفسها الاسبوع الماضي. فالمكتب الذي يصدر الطبعة الدولية (توزّع في بعض الدول) توقف أيضاً عن العمل بسبب إضراب الموظفين جراء تأخير مستحقاتهم المالية لثلاثة أشهر متتالية. إستغلت إدارة «الحياة» تلك الخطوة لتحجب الطبعة الدولية عن الصدور وبالتالي ذهبت حقوق الموظفين مهبّ الريح. وسط حالة ضبابية عن كيفية دفع مستحقات الموظفين في دبي. فقد لحقت الطبعة الدولية بمصير زميلتيها في بيروت ولندن، وتبقى «الحياة» تصدر الطبعة السعودية فقط. هكذا، يصبّ القائمون على الصحيفة جلّ إهتمامهم على النسخة السعودية التي تصدرها مجموعة إعلاميين، يُقال إنهم يعملون في وحدة سكنية في الرياض وليس في مكتب موحّد. يفسر البعض البقاء على «الحياة» السعودية بأنها تصدر «لإعتبارات خاصة»، فهي باقية في الرياض لأنه بالإمكان تمويلها من السلطات السعودية، مع إصرار واضح على بقائها في هذه الفترة وعدم الاهتمام بتصريف أعمال المسكتبين الاعلاميين في بيروت ودبي. كما يُحكى في الكواليس، عن نقل عدد من الموظفين من مكتب دبي الى الرياض للإشراف على إصدار الطبعة.

0 تعليق

التعليقات