أمس كان السبت الرابع الذي شهد إحتجاجات شعبية لحركة «السترات الصفر» في الشارع الباريسي. ومع أن التظاهرات الماضية شهدت تصاعداً عنفياً، الا أن الإعلام اللبناني قرر هذه المرة دخول هذه المعمعة، عبر إرسال أطقمه للتغطية المباشرة لتظاهرة أمس، ووضعت lbci، و «الجديد»، ثقلهما في المواكبة الميدانية. بغض النظر عن حجم الإهتمام الداخلي بالشأن الفرنسي، حضر الحدث، لبنانياً، خبراً أول على الشاشات المحلية، وضمن مقدمات نشرات أخبارها. الحدث الذي تتداخل فيه قضايا شائكة، إقتصادية وإجتماعية، وجد فيه الإعلام اللبناني، منفذاً لإستيراد أزمة تجمع عناصر «الأكشن»، والعنف في الشارع. هكذا، «توغل» مراسلة «الجديد» راشيل كرم، و lbci ريما عساف في قلب التظاهرات، خاصة في «الشانزيليزيه»، التي شهدت في المرة الماضية، حراكاً عنفياً أدى الى تخريب «قوس النصر»، فيما اكتفت باقي المحطات برسائل ضمن نشراتها الإخبارية، إما من مراسليها هناك (على سبيل المثال إيفاد مراسل mtv موريس متى الى مدينة ليون)، أو اتكأت على صور وأخبار الوكالات العالمية. في خضم هذه المنافسة الميدانية على الأرض الفرنسية، كان لافتاً أمس، تعمّد بعض المتظاهرين، الهجوم على الأطقم الصحافية، ومحاولة تحطيم الكاميرات، أو مصادرتها، وإقتحام مساحة بثها المباشر. على سبيل المثال، ذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن فريقها الصحافي تعرض للمضايقات من قبل المحتجين، إذ طلب المتظاهرون الغاضبون منهم مغادرة «الشانزيليزيه». الأمر حصل مع مراسلة lbci، ريما عساف، التي تلقت أثناء تغطيتها المباشرة، هجوماً من قبل بعض المتظاهرين، الذين راحوا يدفعون بالمصور بيار يوسف، وحاولوا قبلاً الإعتداء عليه، ومصادرة الكاميرا. «خطف» أحدهم قبلة على خدّ عساف، فما كان من الأخيرة إزاء تخريب رسالتها وحتى تعمد تقبيلها بالقوة، سوى الضحك. لقطة، أعادت إستثمارها المحطة، على المنصات الإفتراضية، وحتى أعادت بثها في نشرتها الإخبارية المسائية، واصفة ما حدث في العموم في اليوم الإحتجاجي الطويل، بأن محتجيه «تخطوا الخطوط الحمر»! ولا يعرف بالفعل، ما هي الخطوط الأساسية التي يبنى عليها في الحدث الفرنسي، كي يقال إن ما حصل هناك، «تخطى الخطوط الحمر»!