صحيح أن الحدث كان أمس في فرنسا، لكن الإهتمام العالي كان عند العرب واللبنانيين. معادلة باتت محسومة. فعدا أن عدداً من الناشطين والعاملين في الميدان الصحافي، أطلقوا أمس، العنان لتحليلاتهم، من دون أن يجروا أي بحث أو قراءة معمقة لما يحصل في باريس، ذهب التحليل -الذي ينم عن شعور بدونية حيال «الرجل الأبيض»، تجاه اعتبار أن المحتجين «المخربين»، الذي يخرّبون الممتلكات في فرنسا هم من المهاجرين. الى جانب هذا الإتجاه من التحليل على المنصات الإفتراضية، انتشر في الساعات الماضية، فيديو مؤثر لإحدى المتظاهرات الفرنسيات، تتوجه فيه الى افراد الشرطة. المرأة لم تكتف فقط بالكلام، بل خلعت سترتها في إشارة الى انها غير مسلحة، وبعدها ركعت أمام عدسات الكاميرات، والهواتف النقالة.


لعلّ المضحك المبكي في هذا الشريط، تداوله لدى شرائح واسعة من الناشطين، ووضع ترجمة مغلوطة حوله، بالقول أن ما تقوله المتظاهرة هنا، تتوجه فيه الى الفرنسيين، وتحذرهم من تخريب بلادهم «كما فعل العرب». طبعاً، الشريط المترجم بشكل خاطىء، أوقع في أفخاخه العديد منهم، دون أن يجهدوا حتى لسماع ما تقوله. وحقيقة الأمر، وفي التدقيق بكلام ها، التي لم تتفوه بأي حرف يخص العرب، يظهر أنها أرادت مخاطبة الشرطة بسؤال: «ماذا تفعلون بنا؟». كان أشبه بمونولوج، افتعلته أو خرج منها بشكل عفوي. فبعد خلعها سترتها والقول بأنها غير مسلحة، ركعت، وراحت تردد بألم: «نحن لا نكرهكم (..) كل ما نطلبه أن تكونوا معنا، من أجل فرنسا، من أجل أمتنا».