كان علي العلياني آخر الاعلاميين «الضحايا» الذين ظهروا على قناة mbc حيث كان يقدّم برنامج «معالي المواطن». فقد أُعلن أمس عن منع ظهوره على الشاشة السعودية، لكن برنامجه إستمرّ وأوكل مهامه إلى زميله ومواطنه سامي جميل. الأخير أطلّ قبل ساعات في أولى حلقاته، وتابع العمل التلفزيوني الاجتماعي سيره كأنّ شيئاً لم يحصل. ولفتت الشكبة في بيان على صفحتها بأن «العلياني في إجازة إبتداءً من أمس، وسامي جميل سيحلّ مكانه». بجرّة قلم، تمّ عزل العلياني من موقعه الذي يتبوأه منذ عامين تقريباً و«تركيب» وجه آخر مكانه، لأسباب لم تعلنها المحطة بعد. الإعلامي الذي كان مدلّلاً على mbc حيث يوكل إليه في شهر رمضان تقديم برنامج فني بإسم «مجموعة إنسان»، إعتبر بعض أنه سيكون «خليفة» داود الشريان الذي قدّم برنامج «الثامنة» لسنوات، قبل أن يغادر الشاشة لإدارة «هيئة الإذاعة والتلفزيون». بهذه البساطة، باتت القرارات مفاجئة في القناة التي تأسست في لندن في التسعينيات من القرن الماضي. وباتت تتخذ بشكل سريع ومتزايد منذ إعلان وليد آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة mbc إستحواذ الديوان السعودي على ما يقارب 60% من حصته في الشبكة، بعدما أفرج عنه من فندق «ريتز كارلتون» في الرياض نهاية العام الماضي. أما بالنسبة إلى العلياني الذي يعتبر من أهمّ الوجوه السعودية التي تطلّ على الشاشة لانه يتطرّق لمواضيع إجتماعية حساسة، فقد أوقف بسبب لهجته التصعيدية تجاه «وزارة التعليم والصحة» السعودية. يشرح مصدر لـ«الأخبار» أسباب التوقيف بأنه قرار سياسي بحت جاء بناء على طلب القائمين على «وزارة الصحة السعودية»، إثر تطرق العلياني لموضوع الفساد في الوزارة بأسلوب فيه تحدّ وجرأة. تحدّث المقدّم في الحلقة المثيرة للجدل عن «وزارة الصحة» والخدمات التي تقدّمها، موجّهاً إنتقاداً لوزيرها قائلاً «الناس تعبانة، أتمنى أن لا يكون هناك ذر للرماد في العيون المواطن يستحق تقديم خدمات يلمسها. الناس العاشقة لـ«وزارة الصحة» (أو «وزارة التعليم») أو لوزير الصحة صحتين، أنا مارح أسكت سأستمر على هذا المنوال. أيّ أحد يدبر مؤامرة لمقاطعة هذا البرنامج، اللي رجال فيكم يسويها!». هذه الكلمات كانت كفيلة بتغييبه عن الشاشة، بقرار سياسي بحت من داخل الديوان. على الضفة نفسها، لفتت المصادر لـ«الأخبار» إلى أنه في البداية كان القرار ينصّ على تغييب «معالي المواطن» كلّياً عن الشاشة، ليعود القائمون على الشاشة ويتخذوا قراراً بتبديل العلياني فحسب، وتعيين سامي جميل مكانه الذي يشغل منصب مدير مكتب الأخبار في مقرّ القناة في مدينة جدة. يعتبر العلياني من الاعلاميين «المشاكسين» على الشاشة السعودية، دخل سابقاً في مواجهات كلامية حادّة بين «وزارة التعليم» السعودية التي إتهمها بالفساد، قبل أن يرد عليه وزير التعليم أحمد العيسى، برفع دعوى قضائية أمام لجنة الإعلام ضدّه. كما دخل في مواجهة قبل عامين مع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» بعدما حاولت الأخيرة تشويه صورته ونشر صور له إتهمته فيها بـ«الخروج عن الدين».