فيما لم تنته فصول قضية إغتيال الصحافي جمال خاشقجي بعد، بدأت كاميرات المخرجين تدور، مقتفيةً تفاصيل الحادثة، وقاطفة قضية هزّت الرأي العام العالمي قبل العربي. ففي بداية الشهر الحالي، بدأ الممثل والمخرج الأميركي شون بين، بتصوير فيلم وثائقي عن خاشقجي، وقد ظهر أخيراً في تركيا، ينجر هذه المهمة. ومن شون بين، الى المخرج الشاب، مشعل الفيصل، الذي أنجز فيلمه «القنصلية» (تأليف غياث قداح). فيلم روائي قصير (5 دقائق)، يركز على الجانب الإنساني والعاطفي البحت للصحافي السعودي الذي كان يستعد للزواج من خديجة جنكيز، ويستكمل أوراقه في قنصلية بلاده. الشريط، صوّر بعد أيام قليلة من حادثة الإغتيال، أي في تاريخ 23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد 20 يوماً من الحادثة. في حديث مع «الأخبار»، يشرح الفيصل، الخط الدرامي للقصة، من خلال تجسيد كل من خاشقجي وجنكيز، كشخصين أرادا الإرتباط، والحصول على «ابسط حقوقهما». استعان المخرج السوري، الذي يقطن منذ العام 2008 في العاصمة الهولندية، بمرويات الصحافة حول تفاصيل ما حصل داخل القنصلية وقتها، من فظاعة هائلة في تقطيع للجثة، من دون أن يشير مباشرة الى المتورطين في الجريمة. مشاهد ستعاد في هذا الفيلم، الذي نفذ بميزانية خاصة ومتواضعة. يقول لنا الفيصل إنّه أراد «توجيه رسالة الى المجتمع الدولي»، والأوساط الأوروبية، خاصة أن الشريط، مشغول كله (حواراً وتعليقاً) باللغة الإنكليزية. وكشف عن رفضه، لأي تمويل يأتي من أي جهة كانت، كي لا يحسب على طرف سياسي معين، وكي لا يتهم بأنه ينفذ أجندة معينة. يعمد المخرج الشاب، في نهاية فيلمه القصير، الى تصوير الصحافي السعودي على أنه لم يمت، بل إن «روحه توزعت لتحارب الظلم». إذاً، «القنصلية» الذي يستهدف العقل الغربي، سيجول مهرجانات عالمية، في هولندا، بريطانيا، وألمانيا. ويعوّل كثيراً، على الصدى الذي لاقاه لدى الجمهور الأوروبي كما قال لنا. الشاب الذي أسس شركة إنتاج خاصة به، تعنى بالمحتوى المرئي، يركز إهتمامه على وضع بصمة في هذا العالم، ويأمل دخول «المنافسة العالمية»، ويمثل بلاده، وباقي «بلاد الشام».