منذ انطلاقه في الـ2006، تمكن تويتر من تشكيل قاعدة جماهيرية أهّلته ليكون واحداً من أبرز مواقع التواصل الاجتماعيّ وأكثرها كثافةً وتنوعاً. المنصة الافتراضية التي اتسعت لتحوي مجمل الناشطين والرائدين من مختلف المجالات الإنسانية والفنية والإعلامية، لم تسلم من لعنة التهميش والإقصاء التي طالت فئات عديدة من مستخدميها، بالأخص النساء والأفارقة والمثليين منهم. هذه الحقيقة الصادمة برزت في التحقيق الذي أجرته منظمة العفو الدولية بالتعاون مع مؤسسة «إيليمنت إيه آي» المختصة في برمجة الذكاء الاصطناعي. عمدت الاثنتان إلى التقصي عن مضامين 228 ألف تغريدة جرى إرسالها إلى 778 سيدة في خلال عام 2017 وتحليلها بالاستعانة بـ 6500 متطوع. وقد توصل العمل البحثي الذي توخى مجموعة نساء بريطانيات وأميركيات من خلفيات عرقية ومهنية متغايرة إلى نتائج كارثية، ضمت حوالي 1.1 مليون رسالة «إشكالية أو مسيئة»، أي ما يعادل رسالة واحدة كل ثلاثين ثانية.وفي حين أسهمت الدراسة في كشف الجانب العنصري والتمييزي الذي يكتنفه الموقع الشهير، فقد أكدت مسؤولة البحوث التابعة للمنظمة ميلينا مارين في بيان لها أن البيانات المُستخرجة «تؤكد أن تويتر مكان مكتظ بالعنصرية والذكورية والهوموفوبيا، من دون أي ضوابط تذكر».
الإحصاءات التي ألقت ضوءاً على التمييز الذي تكابده النساء السوداوات اللواتي يتعرضن «لخطرٍ أكبر بنسبة 34 % في الحصول على رسائل مشينة مقارنة بالنساء المنتميات إلى العرق الأبيض»، دفعت المنظمة الدولية إلى مناشدة تويتر وحضه على التصدي لهذه الأزمة المتفشية. وهذا ما شددت عليه مارين التي انتقدت «تقصير تويتر ومساهمته في قمع أصوات المهمشين ومضاعفة تهميشهم».