في الأول من كانون الثاني (يناير)، توقفت الكاتبة ريم سليمان، عن التغريد، لأخذ «مساحة» لنفسها، ولكي يندمل «جرح قلبها» وفق ما ذكرت. جاء ذلك بعد موجة أثارتها قبل أيام قليلة من عيد رأس السنة. إذ فجرت الكاتبة في نهاية الشهر الماضي، عبر سلسلة تغريدات، فضيحة يرتكبها المستشار السابق لولي العهد السعودي سعود القحطان. اتهمته بتهديدها بالسجن، وإجبارها على التوقف عن الكتابة، قائلاً لها :«نفذي ولا تناقشي». سليمان التي تملك على حساب التغريد الخاص بها، نحو 39 ألف متابع/ة، روت كيف اقتيدت الى «مكان مجهول» في الرياض، واستجوبت هناك، كما تعرّضت للإهانات والتعذيب النفسي، طيلة يومين. التحقيق بحسب سليمان، طال مضامين مقالاتها، إذ تكتب الأخيرة في صحيفتيّ «مكة»، و«الوئام» السعوديتين، لكن في شؤون تخصّ المرأة فقط.

تبين لاحقاً أن ما تمت محاسبتها عليه، هو ما نشرته في مدوّنتها عن رأيها في الأزمة بين السعودية وقطر. وبعد حفلات التعذيب والشتائم والتهديد بالإغتصاب، استطاعت ريم اللجوء الى هولندا «طلباً للأمان والتنفس بحرية» كما روت، واستطاعت من هناك، الكشف عن قصتها. طبعاً، سلسلة التغريدات استطاعت في الأيام الأخيرة، إثارة الجدل، حول ما قالته سليمان، وما اتهمت به القحطاني، سيما بعد تقرير «وول ستريت جورنال» المنشور في منتصف الشهر الماضي، حيث كشف عن تهديد القحطاني لناشطات سعوديات معتقلات بالإغتصاب، والقتل، سيما الناشطة لجين الهذلول. التقرير كشف تفاصيل آليات التعذيب التي اتبعها الأخير، بحق هؤلاء، وربما ما قالته سليمان يتقاطع مع مضمون الصحيفة الأميركية. سليمان كشفت أيضاً عن تهديدات تصلها، بعد كتابتها سلسلة تغريداتها، لكنها في المقابل، حركت جيشاً إلكترونياً ضخماً على تويتر، قوامه ناشطون سعوديون، راحوا يدحضون روايتها، ويشككون بجنسيتها السعودية، مستعيدين لها مقابلة سابقة على فضائية سورية (ظهرت من خلالها بدون غطاء للرأس، ولم يتأكد من صحة الفيديو). في المقابل، لقيت سليمان احتضاناً واضحاً من منابر قطرية، أبرزها شبكة «الجزيرة» التي خصصت لها حيزاً من التغطية، وقدمت دعماً عالياً لها ولروايتها.