الإعلام اللبناني في مهبّ «نورما»

  • 0
  • ض
  • ض
الإعلام اللبناني في مهبّ «نورما»
قدم جو القارح نشرة الطقس من «فيطرون»

مع انحسار العاصفة «نورما» اليوم، تبدّت التغطية التلفزيونية لها. صحيح أن العاصفة الثلجية خلّفت اضراراً جسيمة، وعرّت فساد الدولة اللبنانية، من خلال سلسلة الإنخسافات والإنهيارات في البنى التحية، لكن الوضع كان مختلفاً على الشاشات. إذ ظهّرت «نورما» التي احتلت مساحة كبيرة ولافتة من النشرات الإخبارية على مدى اليومين الماضيين، خفة في تعاطي الإعلام مع عاصفة قد تكون عادية في هذا الوقت بالتحديد من السنة، فقد حوّلها الى فرصة للاستعراض وتعبئة الهواء من دون إضافة أي معلومة مفيدة. مع السيول والفيضانات التي اجتاحت عدداً من المناطق أمس على رأسها «ضبية»، و «حي السلم»، تسمرت الكاميرا لساعات طويلة. تغطية lbci كانت غريبة، إذ فتحت الهواء لساعات في «ضبية»، وحتى بعثت برسائل على الهواتف الخليوية، داعيةً المشاهدين الى المتابعة الحيّة «للحدث»! كذلك، كانت «الجديد» تتنقل بين «نهر» الشويفات، حيث تنقلنا الكاميرا الى لا شيء، وتتكئ على شهود الصدفة للإستدلال على منزل احد السكان الغارق في مياه الأمطار، وبين «ضهر البيدر» الذي تسارعت اليه القنوات المحلية. ويُسأل هنا عن جدوى التغطية الحيّة لتلك النقطة الفاصلة بين سوريا ولبنان، التي كانت مقفلة أمس أمام المارة، في ظل توافر المعلومات المطلوبة حول سماكة الثلوج وأحوال الطرقات، وجهوزية فرق الدفاع المدني وقوى الأمن والجيش. الى جانب توزع مراسلين على أماكن لا تفيد المشاهد ولا تقدم إليه أي معلومة، برزت ناحية استعراضية واضحة، وحالة تنافس بين المحطات. شاهدنا مثلاً مراسلة «الجديد» ليال سعد أمس في ساحة «فاريا»، تخبرنا عن أحوال الثلج هناك، فيما كانت زميلتها نوال بري (mtv) قد سبقتها أول من أمس الى تلك البقعة، وخرجت برسالة من هناك، وعادت أمس لتظهر برسالة من «كفردبيان»، وتدلي بإعجابها بالمنظر الأبيض الخلاب، وتحسّرها على الوضع الكارثي في بيروت! أو كما فعلت lbci، التي قام مذيع الطقس جو القارح بتقديم النشرة الجوية من «فيطرون». كل ذلك، والإعلام متقاعس عن دوره الأساسي في توجيه أصابع الإتهام والمطالبة بالمحاسبة، سيما مع سلسلة الفضائح التي تظهرت أمس، في مناطق مختلفة من لبنان، وكشفت عورة الدولة، وفسادها وتلزيماتها المختلفة في الجسور والطرقات. بل رأينا في بعض الأماكن تبريراً لما حصل. على سبيل المثال، خرج أمس، رئيس «بلدية بيروت» جمال عيتاني، على شاشة mtv، ليخفف من وطأة فضيحة جسر الكولا، والإنخسافات التي حصلت فيه!

0 تعليق

التعليقات