كانت مساحة قصيرة نسبياً (22 دقيقة)، حاول فيها هشام حداد (lbci) ـــ عبر استضافته نديم قطيش في برنامجه «لهون وبس» ــــ كسر نمط كرّسه في الفترة الأخيرة. استضافة لم تكن موفقة، حتى لو استعمل حداد «أسلحته» الكلامية والهجومية/ الناعمة، بحق ضيفه، ومواجهته سياسياً من الإقليم الى الزواريب اللبنانية. في المشهدية الأخيرة التي تظهرت في النهاية، كانت فقرة الأمس فسحة مناسبة لصاحب DNA، الذي جلس مرتاحاً، متأنقاً، ليبدو بمظهر الرجل ذي التأثير الواسع على الجمهور «الشيعي» في لبنان، والـ«ثابت» في مواقفه. الفقرة كانت فرصة ذهبية لقطيش، ليبدو أكبر من حجمه، وقد أسهم في ذلك، صمت حداد مرات عدة عن التدخل، حتى في الأمور الأكثر حساسية وطلباً للتصويب، بل يُمنع أصلاً تمريرها، كقضية التطبيع مع العدو. إذ وضع قطيش إيران في مصاف العداء مع «إسرائيل». وعند سؤاله أي بلد من المحيطين بلبنان سيقوم بتقديم الشاي له، أبدى قطيش رغبته في التعاطي مع كل «الجيران»، بمن فيهم العدو الصهيوني! وقال: «لازم يكون لبنان رسالة تواصل مع كل الناس (...) يوم من الأيام رح نلاقي حل مع اسرائيل». هنا، صمت حداد، ونبّه الى أن جزءاً من الجمهور يهمّ بمغادرة الاستديو، إعتراضاً على ما يقوله قطيش. هكذا، مرّرت مواقف تطبيعية، وأخرى تتعلق بمهمة قطيش، كبوق للنظام السعودي، ومتملق لولي عهده، في تغريداته ومواقفه التلفزيونية وبرنامجه أيضاً. كل هذا الأمر غاب لصالح صورة لقطيش روّج لها، بأنه رجل عصامي، يعمل منذ أن كان عمره 19 عاماً، ويتلقى اليوم أجراً كبيراً (أكثر من 10 الآف دولار شهرياً) جراء «جهوده»، المتنقلة بين قناتي «المستقبل»، و«العربية»، وصحيفة «الشرق الأوسط»، والأهم أنه صنف نفسه بأنه «يعمل بشكل مهني»!22 دقيقة، مدة المقابلة القصيرة مع قطيش تحولت في برنامج ساخر، الى مساحة ترويجية له. عرف الرجل كيف يصنع صورة لنفسه على قناة lbci. مرة يسخر من نفسه، ومن بيئته ومن دخوله الى الضاحية، ومرة أخرى، ينفض عنه صفات الاسترزاق والانبطاح للأنظمة الخليجية، وتجيير مواقفه تلميعاً لها!