أمس انتشرت صورة لطفلة رضيعة اسمها غنى من مدينة حلب وقد فارقت الحياة، وراحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تعيد نشر الصورة مع التعبيرات المؤثرة بسبب وفاة الطفلة التي قيل بأنها رحلت نتيجة البرد القارس. وقد كان مذيع التلفزيون السوري شادي حلوة أوّل من نشر الصورة، موضحاً بأن والدها وهو يعمل على بسطة مأكولات بسيطة قال له: «لم أتمكّن من تأمين مازوت أو غاز لتنعم بقليل من الدفء لذا ماتت، وخطيئتها بذمّتي» فيما أوضحت مصادر أخرى بأن الطفلة كانت تعاني من التهابات رئوية وقد توفيت نتيجة مضاعفات صحية، ولكن ذلك لا ينفي ضرورة هزّ ضمائر الناس بسبب التقصير الحكومي الواضح. علماً بأنه بالتزامن مع موجة الصقيع الأخيرة، والمنخفضات الجوية المتلاحقة، تعيش سوريا ظروفاً خدمية متردية جداً وتفتقد الأسواق إلى المواد الأساسية كالغاز والمازوت وحليب الأطفال إضافة إلى اعتماد نظام تقنين كهربائي مجحف تصل عدد ساعات الانقطاع فيه إلى أكثر من 12 ساعة يومياً. إلى جانب صورة الطفلة الرضيعة الراحلة، انتشرت صورة لرجل مسّن يحمل قاروة غاز يبدو أنه عجز عن تبديلها، فانهمرت دموعه بشكل بالغ التأثير. بين هذه الصورة وتلك، ظهرت مجموعة خطابات وجّهت إلى رئيس الجمهورية السورية شخصياً مناشدة إياه بأن يتدخل بنفسه ليحاسب المقصّرين في الحكومة... ومن بين من كتبوا فنانون وشخصيات عامة، إضافة إلى الأشخاص غير المعروفين! وكتبت الإعلامية ديانا جبور تعليقاً معبراً على صفحتها الشخصية على الفايسبوك قالت فيه: «المشكلة ليست في من يلجأون إلى السيد الرئيس بسبب المشكلات المتراكمة - وأعلم أن الأمر لا يستقيم مع دولة مؤسسات- بل المشكلة في من يحتمون بشخصه ويتلطّون خلف مقام الرئاسة ليمرروا ما شاؤوا ويعلنوا على رؤوس الأشهاد ان ما يقومون به ترجمة لتوجيهاته.. فيأتي اللجوء إلى سيادته محاولة لكبح السفاهة الشخصية والعربدة والتعسف في الإدارة. إنها محاولة لرفض الغرق في الضحالة التي يشدوننا إليها»