«هكذا ولعت» بين الجمهور في الاستديو»، عنوان مقطع استثمره برنامج «صار الوقت» على mtv، في الساعات الماضية. الحلقة التي استضافت كلاً من النائبين هاني قبيسي (حركة أمل)، و جورج عطالله (تيار وطني حرّ)، بدت مشحونة الأجواء بين الجمهور الحاضر في الاستديو الذي ضم أفراداً محزبين ينتمون الى تيارات لبنانية مختلفة، جمعتها اليوم التجاذبات السياسية والشعبية على خلفية انعقاد «القمة الإقتصادية العربية» في بيروت، والحركة الاعتراضية التي نفذتها «حركة أمل» في الشارع، رداً على استضافة وفد ليبي، مما ولّد أيضاً خلافاً بين الحركة ووزارة الخارجية اللبنانية. الحلقة أظهرت بالفعل هشاشة المتحزبين الشباب، واستسهال اشعال فتيل الحرب الأهلية، إذ تحولت المداخلات الى ردود وردود مضادة فتحت ملفات الحرب، وأعات توصيفات كنا اعتقدنا أننا نسيناها. بالطبع، ذكّى الخلاف الموضوع الليبي، الذي وضع في مصاف تعاطي اللبنانيين مع الملف السوري، وما يندرج تحته من خلافات وفتح صفحات من تلك المرحلة. بين خطابين، واحد يعتبر أن 6 شباط هو تاريخ «إسقاط العصر الإسرائيلي»، وبين آخرين وصفوه بـ «التمرد على الشرعية» اشتعل الاستديو، بعد مداخلة الشاب شربل رستم (حزب الكتائب)، التي أثارت غضب «الحركيين»، فلم يعد بالإمكان ضبط هؤلاء، حتى بعد تدخل فريق عمل «صار الوقت» للتهدئة. مما أجبر مارسيل غانم على اللجوء الى فاصل إعلاني، تهدأ فيه النفوس. ليس غانم ببعيد عن إذكاء هذه الخلافات أو حتى الدخول في لعبة الإستقطاب، عبر استجلاب أشخاص ينتظرون وقوع حرب أهلية، من جميع الأطراف. صحيح أن المقطع المتداول زاد نسب المشاهدة، لكنه في المقابل أكدّ هشاشة المشهد اللبناني سيما الشبابي منه، الذي يبدو أنه ما زال يحمل أوزار الحرب ومستعداً مجدداً للقتال في وجه اخيه في الوطن!