على وقع غياب القادة العرب، والتجاذبات الداخلية، انعقدت «القمة العربية الاقتصادية التنموية» اليوم بتطبيل لافت لحضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الذي قرر في الساعات الأخيرة المجيء شخصياً مع وفد رفيع المستوى للمشاركة. طبعاً الزيارة الأولى للأمير القطري للبنان، لم تمر مرور الكرام، فقد حظيت بمتابعة إعلامية واسعة، وأيضاً بتأويلات مختلفة، حول أبعاد زيارته القصيرة للعاصمة اللبنانية. وكان اللافت أمس، تعاطي بعض القنوات المحلية مع هذه الزيارة، إذ برزت «الجديد» التي خصصت جلّ مقدمة نشرة أخبارها مديحاً بالأمير، وبالدولة القطرية الآتية «من بين حصار ومقاطعة». المقدمة اعتبرت أن قطر قررت «فك عزلة لبنان الخليجية»، وأن مبادرتها اليوم «انتشلت لبنان من بين ركام قرره العرب».
وكان لافتاً، اعتبار المحطة أن مشاركة قطر تعدّ كـ «ولادة اتفاق دوحة ثان»، وأنها «شريكة نصر تموز 2006»!. الى جانب «الجديد»، لكن من وجهة مختلفة، فسّرت mtv، هذه الزيارة على أنها حصلت بمبادرة من الرئيس اللبناني ميشال عون، بغية تحفيز المشاركة القطرية في القمة، مما «أنقذ القمة وأعاد اليها بعضاً من ألقها المفقود» بحسب مقدمة نشرة أخبارها أمس.
التعويل الإعلامي العالي الذي رافق الزيارة القطرية، وجدت فيه «الجزيرة»، في تغطيتها اليوم، نوعاً من «كسر حصار فرض على القمة العربية»، المتمثل في غياب الرؤساء العرب. مدير مكتب الشبكة القطرية في بيروت مازن ابراهيم أدلى برسالة تزامناً مع وصول الوفد القطري، قال فيها إن المشاركة القطرية أضحت «محطّ أنظار الجميع»، وأن الدوحة بقيت متمسكة بالدور العربي، وبدور لبنان على الساحة العربية، معتبراً أن «إملاءات خارجية» فرضت على الدول العربية للإنسحاب من القمة، وبزيارة الأمير القطري، يكون الأخير «وحيداً»، قد «كسر الحظر الذي فرض على القمة».