منذ أربعة أشهر تقريباً، وما يمكن إطلاق عليه توصيف «الملحمة» مستمر على شاشة «الجديد». مسلسل «حنين الدم» (كتابة زينة عبد الرازق- إخراج: شربل خوري)، يلقى متابعة عالية، رغم حبكته الدرامية المعقدة الأبعد بكل تفاصيلها عن البيئة اللبنانية. القصة انطلقت في زمن الحرب الأهلية، ورست أخيراً، مع مشهدية تنقل جشع الشقيق (علي منينمة) «كمال»، بالميراث، وإقدامه على سجن زوجة شقيقه «نبيل» (عمار شلق)، التي تؤدي دورها الممثلة فيفيان أنطونيوس، ومحاولته قتل توأمها، ووالدهما. ملحمة درامية عارمة، تشتبك فيها الخطوط الى حد الفكاهة أكثر من التعاطف على هذه المأساة. ضمن مشهد يفترض أن ينقل الينا، حزن الشاب (وائل) ابن «نبيل» (من زوجته الثانية)، عندما يعلم بأن من يحبها تكون شقيقته (هنادي)، تحولت اللقطة التراجيدية أمس، بفعل الأداء والإخراج، وحركة الممثلين، الى مشهد مضحك. فقد تأخر «نبيل» أو نسي حتى إخبار ابنه بأن «هنادي» تكون شقيقته، بعدما وجدها أخيراً، وتأكد من أبوته تجاهها. في حلقة الأمس (رقم 54)، يجلس الوالدان والى جانبهما الشاب «وائل» ليطلعهما بأنه ينوي الإرتباط بـ «هنادي»، والسفر معها الى تركيا. هنا، تدخل موسيقى الجنيريك لترافق انهيار الشاب لدى معرفته بالخبر الكارثة. يسأله والده ما إذا كان حدثت بينه وبين إبنته أي علاقة، فيكتفي «وائل»، بالقول بأنهما كانا يلتقيان في «الكافيتريا»، ولمس يدها مرة واحدة فقط. هو مشهد من بين مشاهد واحداث متداخلة غير منطقية، يخطها «حنين الدم»، على مدى أكثر من خمسين حلقة... بين أم مسجونة لأكثر من 20 عاماً في قبو، وما زالت تتكلم وتفكر وتتحسر، وبين عاملة منزل هربت بالتوأم خوفاً من قتلهما، واغتصبت من صاحب المنزل (كمال) وأنجبت منه صبياً، ليتحول الأخير الى غريم أول لأبيه، وبين أب (نبيل)، يصاب بفقدان الذاكرة، ويعود بعد عشرين عاماً للإنتقام، ويجد ابنتيه بفعل الصدفة البحت! وأخيراً، لا ننس الشابة «هنادي» التي تحولت بفعل الأحداث الى أضحوكة، فقد أقدمت على الإنتحار مرتين، وتعرضت للإنهيار عصبي، لكن سرعان ما نجدها شابة متعافية بكامل صحتها!


* «حنين الدم»: من الإثنين الى الأربعاء 20:40 على «الجديد».