«أولاد سارة الأمين وجهاً لوجه مع أبيهم، الذي قتل والدتهم أمامهم». عنوان تصّدر أمس الاثنين برنامج «طوني خليفة» على «الجديد». مجدداً، قضية بحجم مقتل سارة الأمين إلى الواجهة التلفزيونية لأسباب غير معروفة. جريمة هزّت منذ أربع سنوات الرأي العام اللبناني، عندما أردى علي الزين (الجاني) زوجته قتيلة بـ 17 طلقة من مسدسه الحربي بكل دم بارد. القضية التي لم تصل إلى خواتيمها قضائياً بانتظار الجلسة المقبلة في نيسان (أبريل) المقبل للاستماع إلى مزيد من الشهود، حضرت أمس في البرنامج المذكور، وكان عُرض جزء منها قبلاً على موقع «المستقبل» الإلكتروني، ضمن برنامج Z_spy. لا يخلو ما عرض من انتهاك للخصوصية وللكرامة الإنسانية. ويبدو أنه نهج تسير عليه الصحافية زهراء فردون التي قصدت الشقة التي حصلت فيها الجريمة المروعة، وبات يقطنها مستأجر من الجنسية الأردنية. رجل لا دخل له في هذه القصة، أقحم عمداً فيها لأنه فقط قرّر أن يستأجرها. أحضرت فردون في اليوم التالي، ولديّ سارة إلى الشقة بعدما أخبرت مستأجرها بأنه وقعت جريمة هنا قبل سنوات. وطلبت من محمد الزين (الشاهد على ما جرى وقتها) إعادة تمثيل الجريمة التي أودت بحياة أمه.
بدت والدة سارة الأمين بحالة نفسية صعبة

بعدها راحت الصور تتوالى وتظهر فداحة هذه المادة الفضائحية التي ظهرت من ضمنها صورة للضحية واقعة أرضاً بعيد مقتلها ومضرّجة بالدماء. طبعاً، هذه التفاصيل لا تهم الصحافية التي استخدمت هذه الصور ومسرح الجريمة لافتعال الإثارة. في هذا الشريط أيضاً، توجهت فردون إلى سجن «رومية»، وقابلت القاتل علي الزين. سُمح لها بالتصوير وبث المادة، علماً بأنّ الزين لم يحكم بعد، الأمر الذي يشكّل مخالفة.
في المقابلة، فُتح الهواء للقاتل الذي سرد قصة مختلفة عن المتداولة، وبدت حالته العقلية غير سوية، كونه تعاطى مع زوجته/الضحية كأنها لم تمت، ولم يقم بقتلها. الزين راح يعيد كلاماً رومانسياً بشأن زوجته، وردد مراراً أنه يحبّها وأولادهما (استخدم كلامه لاحقاً في استعطاف الناس). أمس، حضر على بلاتوه «طوني خليفة» ولدا سارة الأمين ووالدتها ومحامي العائلة أشرف الموسوي. أكد هؤلاء أنّ كلام الجاني لم يؤثر فيهم، وطلبوا له الإعدام. في المحصلة، لم يخرج المشاهد بشيء، سوى بمادة تسويقية تستند إلى جريمة مروّعة لبث الإثارة التلفزيونية ولهتك كرامات الناس.