أمس، كان لافتاً تسريب خبر الحكم القضائي على الصحافي آدم شمس الدين، ووضعه لاحقاً ضمن خبر عاجل على شاشة «الجديد»، ذيّل هناك من دون أن تكلف «المحكمة العسكرية»، نفسها بإشعار المحطة بذلك. خبر الحكم على شمس الدين، «غيابياً»، لمدة ثلاثة أشهر، أصاب حتماً الجسم الصحافي والشعبي بصدمة، خاصة أن الحكم أتى على خلفية منشور دّونه الصحافي اللبناني كتعليق ينتقد فيه تصرف «أمن الدولة»، حيال ما سميّ وقتها بـ «شبكة الايدز». شمس الدين كان قد استدعي في كانون الثاني (يناير) الماضي، أمام المحكمة، ولم يبلّغ شخصياً بهذا الحكم، بما أن المحكمة، لم تجده في مكان عمله. علماً أن عنوان سكنه واضح لدى هذه الجهة، وجهات أخرى أمنية، كما صرح أمس على شاشة «الجديد». كان لافتاً في النشرة المسائية، تحولها الى برنامج «توك شو»، إذ استهلت بمقابلة مع شمس الدين، تحدث فيها عن الآلية التي اتبعها الجهاز الأمني، معتبراً إياه أن «لديه سوابق»، سيما في قضية المسرحي زياد عيتاني. مراسل «الجديد» أكد على أهمية رفض هذا القرار، كونه يشكل «تكريساً لنهج» على أساسه يساق من خلاله أي مواطن اليها. قضية آدم شمس الدين، تتخطى الآليات المكرسة لمساءلة الصحافيين، وتضرب بعرض الحائط، المكان الطبيعي لذلك، أي محكمة المطبوعات، وتنذر بدخولنا بعصر مظلم، يكون فيه «للعسكر» اليد الطولى، وتكتم من خلاله حرية الإعلام والتعبير، ونقد الأجهزة الأمنية وسلوكياتها، حتى على المنابر الإفتراضية. عصر يدخله اليوم «ظافراً» وزير الإعلام جمال الجراح، الذي صرّح أمس، بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، بتأييده لقرار المحكمة، مصنفاً ما حصل في خانة «الجرم». وقال: «من الطبيعي» أن تذهب القضية الى «المحكمة العسكرية». ولدى سؤاله عن حرية الإعلام، أجاب: «هيدا شي وحرية الإعلام شي تاني». بدا الشرخ واضحاً في المفاهيم لدى «معالي الوزير»، الذي يبدو أنه يصفي حساباته مع «الجديد»، والمنصات الإعلامية التي لاحقته سابقاً في قضية الإتصالات و«هيئة أوجيرو»، واليوم، يستخدم منصبه، ليفتتح عهداً يتسم بكمّ الأفواه، وبمنع الصحافي من التعبير عن آرائه، وممارسة عمله في نقد السلطة وأجهزتها الأمنية، فيما بقيت حفلات التضامن، حاضرة أمس، على تويتر تحديداً، ضمن هاشتاغ «ضد_حكم_العسكري»، الذي ذيل أسفل شاشة «الجديد». مساحة إفتراضية، انتفض من خلالها الناشطون/ات، وأهل الصحافة، على هذا الحكم، معلنين تضامنهم مع شمس الدين، ورفضهم لهذه الأحكام والإستقواء على «من لا سند له»، مقابل ترك ثلة من الفاسدين تسرح وتمرح من دون أن يكون لها حسيب ولا رقيب.