أمس، تحرّك قضاء العجلة بأمر من طليق إحدى ضيفات برنامج «أنا هيك» (الجديد)، لوقف بث مقابلة طليقته هيام عبد الرحمن مغربل، بسبب ما رآه من تسبّب الحلقة في «مشاكل عائلية كبيرة»، و«تشويه للسمعة». وعليه، تشبثت «الجديد» بقرار البث، وقررت بناء لتوصية القضاء المستعجل، تمويه صورة المرأة، مع الإبقاء على اسمها وهويتها، وتفاصيل قصتها، مع تجنّب ذكر اسم الزوج داخل الحلقة. كل هذا حصل، تحت راية تصميم المحطة على مناصرة قضايا المعنفات أسرياً، ومقارعة معنفيهنّ. لكن، مهلاً، ماذا الذي تضمنته المقابلة بالفعل، كي ندرجها ضمن العنف الأسري، ومناصرة النساء المضطهدات والمعنفات؟ في حقيقة الأمر، خرجت هيام مغربل، التي بني البرومو على قصتها «المثيرة»، ضمن مساحة فاقت الأربعين دقيقة، لتتحدث عن خيانة زوجها لها، والمتزوج في الأصل حسب روايتها من أربع أو خمس نساء. في المقابلة التي ذيلت بتنبيه «+18»، خلطة من الكوميديا السوداء، وتقديم حالة امرأة واضح أنها تعاني من مشكلات متفاقمة، بعد سرد معاناتها مع طليقها، واصرارها على أنها ما زالت تحبه، وفي الوقت عينه، تتوجه الى الحاضرين، وتنبهّهم بأن لا يسامحوا، وأن تكون قصتها عبرة لهم. هذه الإزدواجية، تعززها سلوكيات أفصحت عنها الضيفة، وحديثها عن المعاملة المبالغ بها مع طليقها. على سبيل المثال، تحدثت عن جلبها في عيد ميلاده 500 وردة، وتطريزها بخيوط الذهب لكلمة «عيد ميلاد سعيد» بالإنكليزية. دخلت بعدها، بمعية نيشان، الى سرد تفاصيل تعنيفها من قبل زوجها، وخيانته المتكررة لها، على مرأى منها، مع صديقاتها أو مع العاملات المنزليات. سألها نيشان: «هل بياخذ فياغرا»، لتروي له، بعدها كيف رأت زوجها السابق يتلمس «المناطق الحساسة»، لدى عاملة المنزل لديها. بعده بدأت حفلة من الضحك، قوامها، النكات على عمره المتقدم جداً، وممارسته الجنس مع أخريات. لعلّ الذروة التي بلغتها حالة الضيفة، في تبيان خللها النفسي، أنها لم ترد أبداً الطلاق، بالرغم كل ما مرّت به من معاناة وتعنيف (قصدت المحكمة الشرعية وطلبت من القاضي عدم تثبيت طلاقها)، بل طلبت من زوجته الجديدة، أن تبقى معهما، بشريطة عدم تطليقها. نحن إذاً أمام حالة إمرأة، تعاني خللاً واضحاً وتصرّ على حبّ شخص، ارتكب أسوأ ما يكون على وجه البسيطة. وكنا أيضاً، أمام تعنيف من نوع آخر، مارسه صاحب البرنامج، عندما لم يراع حالتها، وأخذ يلومها مرات عدة، على هذه القرارات. مرة يعلو صوته غاضباً، ومرة أخرى يستهزئ بها. في المحصلة، أعطت المقابلة زخماً لكل محبي التلصص على قصص الآخرين، كيف وإذا كانت مفصلة، تتعلق بالجنس، و«السروال الداخلي» الذي ذكر في البرنامج من دون أن تطال قضايا المعنّفات، اللواتي أُسيء لهنّ عبر هذه الإطلالة. لم تكن الأخيرة بالتأكيد النموذج الصالح، لتمثيل هذه القضايا على الشاشة.