بين ديكور، وجنيريك، يذهبان بنا، الى نمط البرامج الحوارية الغربية وتحديداً الأميركية (عوامل الإضاءة الليلية، ناطحات السحاب، اقتراب الجمهور الى حدّ الإلتصاق بالمذيع، ..)، انطلقت أمس، أولى حلقات «متلي متلك» أو «metle متلك» كما دونها القائمون على mtv (إخراج: شربل يوسف)، مع وسام بريدي. ضمن أقل من ساعة تلفزيونية، «تناول» المشاهدون وجبات سريعة، لحالات إجتماعية مختلفة، لا يجمعها شيء، سوى ما قاله بريدي في بداية البرنامج، عن كيفية التعاطي مع المشاكل، وضرورة امتلاك الأشخاص للأمل كي يتخطوا هذه المعضلات. مقدمة، بدا فيها بريدي، المتمرس في برامج الترفيه، مرتبكاً قليلاً، وحريصاً على القراءة الحرفية لها، عبر شاشة «التلقين» (Autocue)، وسط افتعال حماسة زائدة من قبل الجمهور، وتصفيق عال، غير موظف أصلاً، ضمن سياق هذه المقدمة. نحو أكثر من خمسين دقيقة، توالى عرض الحالات الاجتماعية، هكذا، انتقل المشاهد، بسرعة واضحة، من قضايا «العنوسة»، واستجلاب «خطاّبة»، الى قصة شاب فقد بصره، ويعتزم الإقتران بإمرأة تشبه حالته، مروراً بحالة اليتم التي عانى منها الممثل محمد شمص، وصولاً الى قصة رودريغ رحمة، الذي فقد عائلته ونجا في حادث سيارة. خلطة قصص شخصية، تتقاطع مع قصص لنجوم معروفين كالممثل المخضرم بيار جماجيان، الذي تحدث عن قراره بالبقاء عازباً، رويت على عجل، مع تعمد تغيير اثاث الديكور مع كل حالة... لنرسو على غياب حقيقي لهوية ومسار البرنامج، الذي أتى على شاكلة خليط من كل شيء، مع تكرار حالات عرضت قبلاً بكثافة على الشاشات، فلم تأت بجديد. يبقى أنه يسجل للبرنامج (اقله في حلقته الأولى)، اتكاؤه على الشهادات الإجتماعية، والقصص الإنسانية، بعيداً عن أي منحى للإبتذال، واستخدام الإثارة وسيلة لكسب الجمهور، مع التنويه بأن بريدي حافظ طيلة مقابلاته على حسّ إنساني ومهني واضح، وهذا الأمر لم يكن غريباً عليه.