العناوين السياسية المحلية والإقليمية التي طبعت الحلقة الخاصة على lbci، أمس، يضاف إليها، تخصيص 3 صحافيين/ ات لمحاورة وزير الخارجية جبران باسيل، بدت كثوب فضفاض جداً، على لقاء سياسي تلفزيوني. لا يعرف لماذا خصصت «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، حلقة خاصة بعنوان «مع جبران»، مع حشد ثلاثة أسماء معروفين (راغدة درغام، سابين عويس، وغسان جواد)، ومن خارج المحطة، لتناول قضايا إشكالية في لبنان والإقليم، كالنزوح السوري، والصراع الأميركي-الروسي، والخليجي-الإيراني، وملف النفط والغاز، والتحديات الإقتصادية (مؤتمر سيدر)، وعمل الحكومة بعد مرور أكثر من شهر على نيلها الثقة في المجلس النيابي. الحلقة التي أدارها مالك الشريف، وامتدت لنحو ساعة ونصف الساعة تلفزيونياً، اتكأت على خاصية «التوقيت» بمعنى منح كل صحافي مدة 8 دقائق، لأسئلته وسماع إجابات باسيل عليها. الحلقة التي اشترط فيها باسيل عدم مقاطعته ومنع التعقيب على كلامه، خيّم عليها الإصطفاف السياسي بشكل كبير، فبدا كل من سابين عويس، وراغدة درغام، مصممتين على استجواب ذي خلفية سياسية معروفة، فيما لم تتشعب الأسئلة لتحمل بالفعل طابعاً منوعاً سياسياً، بل كان التركيز سيما في الفقرتين الأولتين، على «حزب الله»، والرئيس السوري بشار الأسد، الى جانب التصويب على باسيل، ومساءلته مراراً حول تسببه في «زعزعة للبنان» جراء دعمه للمقاومة. انتقل التركيز بعدها، على ما يريده الأميركيون ووزير الخارجية مايك بومبيو (الآتي الى لبنان)، فبدت كفة الإرتهان هنا، بالفعل، عندما تركزت الأسئلة على ما يريده هؤلاء وما يملونه من أجندات، وتبني هذا الخطاب بدل وضع مسافة منه. في ملف النزوح الذي كان أكثر حيوية، واقل مساحة في النقاش، كان لافتاً، النبرة الهجومية التي تحدثت بها عويس، عن عودة السوريين الى بلادهم «ليه ما بتودوهم على سوريا؟». استخدمت عويس أسلوباً عنيفاً، في وصف النازحين وطريقة إرجاعهم الى بلادهم، كأنهم «قطيع». عدا التمترس الذي بدا واضحاً على الصحافيتين اللبنانيتين، تُسجل هنا نقطتان، الأولى تتعلق بغياب اي سقف مضبوط للأسئلة، بمعنى أنّ المحطة على ما يبدو تركت هامشاً لهم، في المساءلة وبالطريقة التي يرتأونها. على سبيل المثال، توجهت اليه درغام، وسألته إن كان سيثبت «براءته»، من تهم الفساد الموجهة اليه. كما لم تتوان عويس عن وصف باسيل بأنه «نكد». أما النقطة الثانية، فتتمثل في التحضير الجيد، لوزير الخارجية، الذي اجاب بحنكة على معظم الملفات سيما الحساسة منها، لنخرج في نهاية الحلقة بخلاصة أن الصورة النهائية لباسيل لم «تمس»، رغم بعض «المناوشات» التي سادت الحلقة. وثبّت هذا الأمر، مخاطبة باسيل للمشاهدين عبر كاميرته، بأن كل ما يفعله يصب في مصلحة لبنان، ومن الطبيعي أن «يدفع ثمنه».