على مدار ساعة كاملة، حاول لاعب كرة السلة السوري الشهير عمر حسينو استجداء الابتسامات «عنوة» من المشاهدين، خلال عرض الحلقة الأولى من برنامجه الجديد «عنا شو»، عبر قناة «سما» السورية يوم أمس. هكذا خاض «الكابتن» السوري تجربته التلفزيونية الأولى، وألقى خلالها مجموعة من «الدُعابات» في سلة الجمهور، في محاولة جديدة لإدخال هذه النوعية من البرامج إلى الإعلام السوري. ظهر البرنامج الجديد كمحاولة استنساخ رديئة من برنامج «لهون وبس» الذي يقدمه الممثل الكوميدي هشام حداد على lbci، بدءاً من أداء المقدم وحركاته، إلى الديكور، والفرقة الموسيقية التي بدت مثيرة للشفقة، كأنها مجرد جزء من الديكور، وغاب التواصل تقريباً بين المقدم وأعضائها الذين قدموا وصلات غنائية رديئة بمشاركة اللاعب السابق.وكانت الكارثة عندما تورط أحد العازفين بالمشاركة في صناعة «إيفيهات» مع مقدم البرنامج، حيث كانت النكات مرتبكة ومصطنعة وغير مضحكة من الطرفين.
جمع فريق الإعداد عدة مواضيع مستهلكة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «البطاقة الذكية» و«شم الشعلة»، وعلّق عليها اللاعب السابق بطريقة نمطية.
«استهلك» الممثل السوري باسم ياخور معظم الحلقة الأولى من البرنامج «الساخر»، حيث حلّ ضيفاً على صديقه القديم، في لقاء تلفزيوني رتيب، وطريقة أسئلة تشبه نمط التلفزيون السوري في التسعينيات، بدأه بالسؤال المعروف «ما هو أقرب الأدوار على قلبك؟».
استنكر مقدم برنامج «كاش مع باسم» الهجوم على دخول غير المتخصصين إلى مجال تقديم البرامج التلفزيونية، وتحدث «ببساطة» واستسهال عن مهنة الإعلام وأنها لا تتطلب سوى القدرة على التعامل مع الكاميرا! وعلى طريقة «بيت فستق»، أشاد حسينو (1972) بالمواقف الوطنية لـ «جودة أبو خميس»، الذي وجه نقداً لاذعاً للحكومة السورية.
وبعد عرض الحلقة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ووجد البعض أن الإعلام السوري «يستخف بالمشاهدين، ويفرض عليهم عبر شاشاته أشخاص ثقيلي الظل ويحاول تعويمهم كأشخاص كوميديين»، فيما قال أحدهم ساخراً «أخاف إن امتنعت عن الضحك على هذه السماجة أن أتعرض للمحاسبة من فرع الجرائم المعلوماتية».
أما أحد خريجي الإعلام، قال إن «الشاشات السورية تفتح أبوابها لكل من هب ودب، متجاهلة وجود كم هائل من الصحفيين السوريين العاطلين عن العمل، والذين يملكون الخبرة الكافية لإعداد وتقديم هذه النوعية من البرامج».
وقدم جمهور السوشال ميديا نصيحة للقنوات السورية بالتخلص من عقدة تقليد الإعلام اللبناني الذي بات يعاني من الرداءة أساساً، والعمل الجدي على إبداع برامج مبتكرة تناسب المجتمع السوري، بعيدة عن فكرة النسخ واللصق.
وصوب البعض سهام نقده نحو مقدم البرنامج الذي وصفه البعض بـ «السماجة» وشبهه البعض بـ «المهرج البائس الذي استنفد كل الوسائل الممكنة لإضحاك الناس دون جدوى،
في حين رأى معلق آخر أن اللاعب السوري يحاول استنساخ تجربة نظيره اللبناني طوني بارود.
وبينما طالب آخرون بإعطاء البرنامج فرصة ثانية وعدم الحكم عليه من الحلقة الأولى، رأى معظم المعلقين أن البرنامج لم يحقق الهدف الأهم منه وهو «إضحاك المشاهدين»!.
وتأتي التجربة «الكوميدية» الجديدة للرياضي السوري، بعد تجربة مخيبة قدمها زميله عماد جندلي، على الفضائية السورية في برنامج «كلام كبير»، والذي فشل في تقليد أحد البرامج اللبنانية، وحصد الكثير من الانتقادات التي كانت كفيلة بإيقاف عرضه على الشاشة!.