بعدما أثار الموسم الأول من مسلسل «العاصوف» موجة من الإنتقادات بسبب مشاهد اتُّهمت بأنها «تخدش الحياء، ولا تعبر عن المجتمع السعودي»، ها هو العمل الدرامي (تأليف عبد الرحمن الوابلي-اخراج المثنى صبح)، يواجه في جزئه الثاني المزمع عرضه في رمضان الحالي، موجة جديدة من الإعتراض. إذ أثار الإعلان الترويجي للبرنامج، حفيظة ناشطين سعوديين، غردوا تحت هاشتاغ «#قاطعوا_عاصوف_mbc». واعترض هؤلاء على ما ورد في البرومو، وعلى ما وصفوه بـ «المغالطات التاريخية والإجتماعية والدينية» في ما خص إعادة تجسيد حادثة اقتحام الحرم المكي في المسلسل. حادثة جرت عام 1979 حين قاد جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني نحو 200 رجل حاولوا اقتحام الحرم، متهمين العائلة السعودية بأنها لا تمثل الإسلام الصحيح. ولهذه الحادثة دلالة اليوم في الترويج «لإصلاحات» ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من خلال العودة الى حادثة في سبعينيات القرن الماضي، اندرجت في ما يوصف بـ «التطرف الإسلامي»، فيما صوّرت المملكة وقتها على أنها «دولة معتدلة تحترم الإختلاف وحقوق الإنسان». وهذا ما يريد المسلسل تصويره. علماً أن العلاقة بين العائلة الحاكمة ورجال الدين لطالما كانت وطيدة، والدليل على ذلك تبنيها «الوهابية» كعقيدة رسمية منذ تأسيسها عام 1932. حملات اتراضية غزت وسائل التواصل الإجتماعي أمس، ووجدت بعض التغريدات فرصة لانتقاد عزل الدور الديني و«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وافتتاح دور السينما، وتعزيز دور المرأة والموسيقى وغيرها من خطط الأمير السعودي التي أرساها في البلاد أخيراً.