في الحلقة الختامية لمنتصف الموسم الحالي من «بلا طول سيرة» أول من أمس على «المستقبل»، اخترع الإعلامي زافين قيومجيان كعادته تجربة تلفزيونية اختبارية مباشرة على الهواء. هي مغامرة خاضها قيومجيان، لتسجيل اعتراض على ما ما تقدمه الشاشات اللبنانية. هي حلقة «الفراغ» كما سمّاها. دقائق من الصمت اجتاحت الاستديو، وجسّدت تصوَّر الإعلامي اللبناني لما سيحصل في السنوات الخمس المقبلة لبرامج معينة تنهل من السوشال ميديا، مع استنفاد كل مواضيعها التي تحوّلها الى لعبة إثارة وفضائح، بهدف رفع نسب المشاهدة. في الحلقة مقاطع تمثيلية مباشرة على الهواء، ساخرة مما كان يحصل قبلاً من اشتباك بالأيدي بين الضيوف، وتبادل الشتائم والإتهامات. لعلّ أبرزها تلك المواضيع التي انشغلت بها الميديا اللبنانية منذ سنوات، ولم تعمل على طرحها بشكل مهني، كالرقص الشرقي عند الرجال، العنف الأسري، السحر والشعوذة، الخيانة، وجرائم القتل، وغيرها من القضايا التي شكلت محطات دائمة في ما يسمى «برامج الإثنين»، اختير جزء منها، ليعاد تمثيله في الاستديو، ويجسد المشاداة والعنف الذي تتسم به هذه البرامج. هذا الى جانب عرض خلاصات لدراسات إعلامية عربية وأجنبية، تخص العلاقة ما بين الإعلام التقليدي والإفتراضي. في هذه الأثناء، عمد زافين مع فريق عمله، الى الصمت، وترك كل واحد، يغرق في هاتفه الذكي، ويتفاعل على حساباته الإفتراضية في تسجيل لما سماه «الفراغ». خطوة غامر بها صاحب «بلا طول سيرة»، خاصة أمام جمهور، يمكن أن يملّ سريعاً من هذه التجربة، ومن السكوت المخيم في الاستديو، لكن كان من الذكاء تقطيع تقارير متفرقة في هذه الأثناء، وعرض التجربة بعد ذلك. في الحلقة التي سبقت حلقة «الفراغ»، طرح زافين قضية الإسفاف الذي تتسم به «برامج الإثنين» على الشاشات اللبنانية. في حلقة أول من أمس، تصوّر لمصير هذه البرامج بعد خمس سنوات، بعد استنفاد كل موادها المستقاة أصلاً من المنصات الإفتراضية، يظللها «الفراغ».