بالعودة إلى سوريا، وبعد تزايد حالات المضايقات والتوقيف بحق الصحافيين السوريين، أعلن الصحافي السوري علي حسون أنه سيهجر مهنة الصحافة لأجل غير مسمى.
رئيس تحرير صحيفة «الأيام» السورية الخاصة، قال إنّه اتخذ قراره «بكامل الجبن والخوف»، واعتبر في منشور اعتزاله عبر حسابه على فايسبوك أن العمل في الصحافة أصبح «ضرباً من الجنون»، وأنه يبحث عن عمل آخر بدون مخاطر لأن لا شيء يستحق المخاطرة، وعن عمل «بيطعمي خبز» حسب تعبيره.
ونشر حسون الذي يرأس تحرير موقع «هاشتاغ سيريا» قصة الناشط الصحافي السوري رئيف السلامة الذي اعتقل أخيراً لمدّة شهر بتهمة الإساءة إلى وزير الصحة عبر صفحة نفى السلامة علاقته بها.
وذكر حسون أنّ «السلامة، مراسل حربي منذ 7 سنوات، وتقديراً لجهوده أكرموه بأن اتهموه بوهن نفسية وزير الصحة من خلال منشور على صفحة ينفي أي علاقة له بها، «شحطوه» على فرع الأمن الجنائي لمدة 23 يوماً وبعدها 7 أيام في سجن عدرا، ووضعه الصحي والنفسي حالياً بغاية السوء».
وأضاف أنّ «حالة السلامة سبقتها الكثير من الحالات المشابهة في تعرّض الصحافيين للتوقيف والسجن »مشيراً إلى أن «الكثير أيضاً سيتعرضون لمواقف مماثلة لاحقاً».
وتساءل ساخراً: «شو بدكن أكتر من هيك شفافية بالتعامل مع الصحافيين والمراسلين والعاملين في هذا الحقل؟»، في إشارة منه إلى انتهاك حقوق الصحافيين وغياب الحماية القانونية عنهم أثناء تأديتهم مهنتهم.
علماً بأنّ الصحافيين السوريين يعانون من ضغوط متزايدة على عملهم، خصوصاً مع بداية الحرب في بلادهم، التي نتج عنها تضييق كبير على مختلف وسائل الإعلام.
ورغم إصدار قانون الإعلام رقم 108 لعام 2011 الذي ينص على إجراءات حماية الصحافيين، وأبرزها عدم تعرض الصحافي للسجن والاعتقال بسبب كتاباته أو إنتاجه الإعلامي، لم يشهد أهل مهنة المتاعب تطبيقاً للقانون على أرض الواقع حيث بقي حبراً على ورق، في ظل غياب شبه تام لـ «اتحاد الصحافيين السوريين» في الدفاع عن المنتسبين إليه.